جريدة القدس، العدد17357 ، صفحة 12– حديث القدس/ بعد تأجيل طويل استمر
عدة سنوات وفي عهد أكثر من رئيس أميركي، يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل
السفارة الأميركية إلى القدس ويبلغ نتنياهو أن قراره هذا يجيء في إطار الاعتراف
بالقدس "الموحدة" عاصمة لإسرائيل، كما أبلغ قراره هذا إلى رئيس السلطة محمود
عباس والملك الأردني عبد الله الثاني وعدد من القيادات العربية الأخرى.
ترامب يدرك، ولكنه
يستهتر، نتائج قراره هذا على كل المستويات العربية والإسلامية والأوروبية، كما
يدرك أن موقفا كهذا يقتل نهائيا عملية السلام ويقضي على أي دور أميركي في المساعي
السياسية بسبب هذا الانحياز الأعمى لإسرائيل ومواقفها، وستكون أميركا هي الدولة
الأولى التي تعترف بالقدس "الموحدة" عاصمة لإسرائيل.
لقد دعا العاهل الأردني
إلى اجتماع طارئ يوم السبت القادم لجامعة الدول العربية ولمنظمة التعاون الإسلامي
لبحث القرار الأميركي المدمر هذا، والرد عليه بالطريقة المناسبة. كما أن الشعب
الفلسطيني على مختلف توجهاته وتنظيماته وفي مختلف المواقع، بدأ يستعد لجعل اليوم
الأربعاء يوما للغضب الشعبي والاستنكار القوي لهذا الموقف الأميركي .. ولعل الكل
يذكر يوم أن حاولت إسرائيل تغيير الوضع في الحرم القدسي كيف انتفض شعبنا بكل
العنفوان والوطنية حتى أجبر إسرائيل على إلغاء إجراءاتها تلك، ويبدو أن الوضع
يتكرر في هذه المرحلة وأنه بصورة أوسع وأكثر خطراً.
إن القدس مدينة محتلة
باعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كله، والاستيطان فيها غير قانوني والقدس
الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة والتي تحاول أميركا قتلها والقضاء
على كل احتمالاتها، وأى حل لوضعها يندرج في هذا السياق وفي إطار اتفاق كل الأطراف
وليس من خلال قرار فردي أعمى ومنحاز.
الدول العربية
والإسلامية والمجتمع الدولي مطالبون باتخاذ مواقف جدية تجبر ترامب على تغيير مواقفه،
وتوقف كل تداعيات هذه الموقف. والأهم من هذا كله هو أن نقف نحن شعباً واحداً
موحداً وغاضباً ورافضاً لهذا القرار، وأول وأهم خطوة يجب التوصل إليها هي تحقيق
المصالحة بشكل كامل وجذري والارتفاع فوق كل نقاط الخلاف لمواجهة المعركة المصيرية
التي تواجه أرضنا وعاصمتنا ومستقبلنا، ونأمل بل نطالب وندعو القيادتين في الضفة
وغزة إلى انجاز هذا الموقف ويجب أن يكون توجه الحكومة كاملة ألي القطاع اليوم،
بداية للوصول إلى هذا الهدف، لأننا إن عجزنا عن الوحدة فلن يقف الجميع موحدين معنا
وإذا لم يكن الوضع