جريدة القدس/ من الواضح أن حملات
التحريض والضغوط علينا لا تتوقف وإنما هي تتسع وتتزايد باستمرار، وهدفها الواضح هو
محاولة يائسة لإخضاعنا وفرض ما يريدونه علينا، سواء من الولايات المتحدة أو من
دولة الاحتلال إسرائيل.
الرئيس ترامب بعد أن
اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل بدأ يهدد بقطع المساعدات عن السلطة وعن وكالة الغوث
التي هي مؤسسة دولية وبقرار من الأمم المتحدة. وإسرائيل تمادت بعد هذا بممارساتها
الاستيطانية والتهويدية، ليس في القدس وحدها وإنما في كل أنحاء الضفة الغربية .
وهي تدرس ، كما فعلت ذلك سابقا، اقتطاع جزء من مستحقات الضرائب للسلطة الفلسطينية،
بدعوى أن السلطة تقدم مساعدات لذوي الأسرى والشهداء، علما بأن هذه المستحقات ليست
مساعدة أو منحة من إسرائيل وإنما هي مخصصات للسلطة عن الضرائب التي تجيبها منا.
اليوم يخرج علينا مراقب
الدولة في الولايات المتحدة ليقول إن بلاده تدرس المناهج الفلسطينية التعليمية لكي
تعرف مدى التحريض الموجود فيها، وهذا منطق إسرائيلي بامتياز، ودليل جديد على مدى الانحياز
الأميركي الأعمى للسياسة الإسرائيلية.
السؤال هو ماذا عن
التحريض الحقيقي في المناهج الإسرائيلية وهي التي تمتلئ بتحقير كل الآخرين إلا
اليهود، وهي التي تنفي أي تاريخ إسلامي أو مسيحيي بالقدس ولا تعترف إلا بالهيكل
والتاريخ اليهودي. وماذا عن عدد من كبار حاخامات إسرائيل الذين وصفوا شعبنا بأقبح
الألفاظ والتعابير، والأمثلة كثيرة بالتفاصيل أو بالعموم.
وأكثر من ذلك، ألا يعني
الاستيطان تحريضا ضد حقوق شعبنا وأرضه؟ ألا يعني الاحتلال نفسه أكبر إنكار لحقوق
شعب آخر؟ والحرب التي تشنها إسرائيل وأميركا ضد وكالة الغوث ألا تعني هي الأخرى
تحريضا ضد أبسط حقوق وواجبات ملايين المواطنين الذين شردهم الاحتلال نفسه وأصحابه
الذين يتحدثون عن التحريض لدينا؟
لقد أصبح التمادي في
العمى السياسي والحقد الأعمى ضد حقوقنا مظهرا واضحا للسياسة الأميركية -
الإسرائيلية، وهم يعتقدون واهمين انهم بذلك قادرون على إخضاعنا وتمرير مخططاتهم
التوسعية، ولكنهم مخطئون تماما، لان شعبنا على مدى سنوات طويلة من النضال مر
بالكثير من المحن والضغوط ومحاولات القهر المختلفة وعانى وما يزال يعاني حتى اليوم
والغد القريب، ولكنه لم يستسلم ولن يستسلم أبداً ... !!