Adbox
جريدة الحياة – العدد 7965 – شئون اسرائيلية- هآرتس – أسرة التحرير/  إذا كان اعضاء المعارضة يرغبون في ان يعرفوا لماذا يفشلون المرة تلو الاخرى في محاولاتهم لان يشكلوا بديلا سلطويا لحكم نتنياهو، يجدر بهم ان يتوقفوا عند خيارهم الوقوف جانبا في الوقت الذي اخرج فيه النواب العرب من قاعة الكنيست اثناء خطاب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس.
بدلا من أن يجروا استطلاعات للرأي العام، ينظموا مجموعات تركيز وينفقوا مالا طائلا على المشاورات مدفوعة الأجر مع استراتيجيين سياسيين مخضرمين بهدف معرفة سر فشلهم الانتخابي، من الافضل لأحزاب المعارضة أن يستوضحوا بينهم وبين أنفسهم لماذا سكتوا في الوقت الذي اختارت فيه الكنيست طرد اعضاء القائمة المشتركة فقط لانهم تجرأوا على خرق النظام ورفعوا يافطات احتجاج في داخل القاعة، كتب عليها "القدس هي عاصمة فلسطين". استيضاح بسيط سيبين لهم السر الدفين، التفسير المنشود للعجز السياسي الذي يعيشه معسكر السلام: اذا كانت هكذا تتصرف المعارضة، فما المشكلة في بنيامين نتنياهو إذن؟
ان الصمت الصاخب لأعضاء المعارضة ينخرط بتناغم تام مع الهتافات العالية لكبار رجالات الحكومة الأكثر يمينية وخطورة في تاريخ الدولة، والتي ترافقت والطرد غير المسبوق لكتلة كاملة من الكنيست. كما أنه يعيش بسلام مع التحريض منفلت العقال ضد النواب العرب والذي اطلقه في نهاية الجلسة ضمن آخرين الوزيران زئيف الكين وافيغدور ليبرمان اللذين وصفوهم بالخونة واتهموهم بانهم ممثلين لمنظمات "الارهاب".
كان هذا بالذات رئيس الدولة، روبين ريفلين، الذي رسم بتصفيقه حدود الرسمية الاسرائيلية: تلك التي تنكشف بين الحين والآخر، في لحظات الاختبار الديمقراطي، بانها ليست اكثر من اسم مرادف للقاسم اليهودي المشترك بين كل المعسكرات السياسية. قاسم مشترك يضيق عن احتواء المواطنين العرب.

رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، قال انه فخور "بقيادة القائمة المشتركة في الاعراب عن احتجاج قوي وشرعي ضد نظام ترامب – نتنياهو، ضد اليمين المتطرف الذي يمجد العنصرية والكراهية والذي يتحدث عن السلام كضريبة لفظية ولكنه يفعل كل ما في وسعه ليبعد السلام". لقد شدد عودة على أن الاحتجاج في القاعة هو باسم كل المواطنين الذين يعارضون الاحتلال ويحلمون بالسلام. وهو محق. فالوحيدون الذين مثلوا الاثنين باخلاص معارضي الاحتلال ومحبي السلام والديمقراطية الاسرائيليين هم اعضاء القائمة المشتركة. وفي لامبالاتهم العفوية اثبت باقي اعضاء المعارضة بان من يقف على رأسهم ليس سوى نتنياهو بعظمته، وانهم جديرون بوظيفتهم الهامشية في مسرح الدمى القومي المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء.
أحدث أقدم