Adbox

جريدة القدس - حديث القدس / تهويد القدس قائم على قدم وساق منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام ١٩٦٧، وأمام نظر وسمع العالم قاطبة رغم أن هذا العالم يعترف بالقدس الشرقية مدينة محتلة، وأنها ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية التي ستقام مستقبلا، ولكن دون أن يحرك هذا العالم ساكنا وكأن الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان تقف فقط لفظيا معنا، دون أي خطوات عملية أو إجراءات عقابية ضد دولة الاحتلال، لإرغامها على وقف هذا التهويد والتزوير لتاريخ المدينة ولكل مواقعها التراثية والأثرية.
كما أن العالم العربي والإسلامي هو الآخر في معظمه، إن لم نقل كله، مقصر بحق القدس التي يرونها وهي تهوّد على يد الاحتلال الغاشم دون أية خطوات عملية لحماية المدينة المقدسة والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل وفي كثير من الأحيان وكأن المدينة غير عربية - إسلامية - فلسطينية.
وقد جاءت الدراسة الأكاديمية الأردنية والتي كانت تحت عنوان «التوثيق المستدام للمسميات العربية للمواقع الأثرية في القدس المحتلة»، لتوجه صفعات للعالم بأسره وفي مقدمته العالمين العربي والإسلامي، حيث بينت أن دولة الاحتلال قامت منذ احتلال القدس وحتى وقت قريب بتهويد ٦٦٧ موقعا تراثيا وأثريا في المدينة، التي يتغنى العرب والمسلمون بها وبأنها مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم.
إن القدس بتاريخها وآثارها وتراثها تضيع أمام ناظر قادة الأمة العربية والإسلامية، دون أي تحرك فعلي على أرض الواقع، والاكتفاء فقط بإصدار البيانات وإطلاق التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي لا تأخذها دولة الاحتلال على محمل الجد، خاصة وان هذا الاحتلال جرب ردة الفعل العربي والإسلامي عند إحراق المسجد الأقصى، حيث ذكرت رئيسة وزراء إسرائيل في حينه بأنها توقعت ردود فعل عملية من هذه الدول وأنها لم تنم الليل وهي تتوقع هجمات وحروب، ولكن عندما جاء الصباح ولم تلاحظ أي رد عملي، عرفت أن هذه الدول لا تستطيع الرد، الأمر الذي أدى إلى مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لإجراءاته التهويدية وتزوير الحقائق والتاريخ والآثار في مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية.
وما يجري في القدس أتعب الرئيس محمود عباس، الأمر الذي دعاه عند خروجه امس من المستشفى معافى أن يعلن بأن القدس هي التي أدخلته المستشفى، وإنه ليؤكد من جديد أن لا تنازل عن القدس، مهما بلغت حدة وحجم وكبر المؤامرات التي تستهدفها.
إن ناقوس الخطر الذي دقته الدراسة الأردنية، والذي يعتقد بأنه الناقوس الأخير قبل ضياعها وتهويدها، يؤكد أن على الأمة العربية والإسلامية التحرك قبل فوات الأوان، إن لم يكن هذا الأوان قد فات، خاصة بعد قيام الرئيس الأميركي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها في تحدٍ واضح للقرارات والمواثيق والأعراف الدولية التي وقعت عليها الولايات المتحدة الأميركية منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة لمعالجة القضايا الدولية، ولتحقيق الأمن والسلم العالميين.
ولكن يبدو أن إدارة ترامب لا تريد ذلك، بل تريد اندلاع الحروب والحرائق في كل مكان من العالم لتسود شريعة الغاب، والتي قد تطال أيضا أميركا نفسها، لأن من يلعب بالنار ستحرقه بالتأكيد آجلا أم عاجلا.
إنه من غير المنطقي أن يبقى المواطنون المقدسيون لوحدهم في مواجهة الإجراءات وعمليات التهويد والأسرله في المدينة المقدسة، والذين لا يتلقون من دعم سوى تضامن أبناء شعبهم في كافة أماكن تواجدهم.
فإلى متى يبقى هذا الموقف السلبي من قبل العالم العربي والإسلامي؟ والى متى ستبقى دولة الاحتلال تعمل ما يحلو لها في المدينة، مستمدة الدعم من إدارة الرئيس ترامب الذي ستقود سياسته العالم نحو الهاوية؟
إن ما تقوم به دولة الاحتلال في القدس هو بمثابة جرائم حرب، لأنها تقوم بتهويد الأسماء الأصلية لمئات المواقع الإسلامية والعربية، في محاولة لطمس هويتها العربية - الإسلامية - الفلسطينية.
إن الوقت آخذ بالنفاد إن لم يكن قد نفد، فالقدس تناديكم وتستصرخكم لمنع تهويدها، فماذا أنتم فاعلون يا عرب ومسلمين وعالم؟
أحدث أقدم