Adbox

وفا- جاء قرار "اليونسكو" الأخير باعتبار القدس القديمة وأسوارها ضمن المواقع التراثية العالمية المهددة بالانهيار، ليدق ناقوس الخطر حول ما يجري أسفل المدينة من اعمال حفريات يهدد بقاء اثارها.
ويعيد القرار الجديد الى الذاكرة اكتشاف المقدسيين عام 1981، أول نفق يبدأ من منطقة حائط البراق ويصل إلى بئر سبيل قايتباي المائية داخل المسجد على بعد أمتار قليلة من قبة الصخرة المشرفة، ليرتبط بشبكة أنفاق أخرى تحت الأرض.
أنفاق، كان لاستمرار اعمال الحفر فيها سبب في هبات وانتفاضات كان من اعنفها، افتتاح الاحتلال لنفق أسفل المسجد الأقصى في العام 1996، حيث استشهد خلال الاحتجاجات على افتتاحه عشرات المواطنين.
57 اعمال حفريات (معلومة) يجريها الاحتلال أسفل مدينة القدس، معظمها جاءت في السنوات الأخيرة، فقد انهار جزء من طريق باب المغاربة قبل أعوام، وبني كنيس يهودي أسفل المسجد الأقصى، وهدم الاحتلال طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الأقصى، وكشف عن نفق جديد بطول 200 متر ملاصق للجدار الغربي للمسجد، وتبعه كشف عن نفق جديد في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك طوله 600 متر أسفل بيوت حي وادي حلوة ويصل إلى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا السياق، قال المحاضر في جامعة بيرزيت والباحث في التراث الإسلامي جمال عمرو، "إن ما يجري في القدس حاليا ليس مقلقا لليونسكو وحدها، بل هو مقلق لكل المسلمين في العالم، والكل يدرك العواقب الوخيمة لحفريات الاحتلال".
وأضاف: "ان القادم في مدينة القدس أسوأ، وقد تنهار الأسوار لان أسلوب البناء الهندسي في المدينة قائم على التراكم، والأوزان بآلاف الأطنان ومع الحفريات أصبحت الاسوار معلقة، وبدأت التشققات تظهر في أجزاء من الأقصى وأجزاء من القدس العتيقة، وهذا هو مراد الاحتلال، هدم ما هو قائم لصالح اليهود".
وتابع عمرو: "ان الحفريات تعتبر اعتداء على إرث إنساني عالمي، ومنذ احتلال الجزء الشرقي من القدس عام 1967 لم تتوقف الحفريات في مدينة القدس، والاحتلال يستخدم اليوم الحفار والآليات الحديثة للحفر، بعد هدم حي المغاربة بالقدس المحتلة".
وعبر عمرو عن خشيته من الاسوأ، خصوصا بعد ان طور الاحتلال نظام القدس المائي وحولوه إلى أنفاق، حيث جرى توسيع هذه القنوات لإدخال سائحين إليها لتقديم روايتهم التاريخية.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى في القدس "ان البلدة القديمة في القدس معرضة للانهيارات نتيجة عدم السماح بترميم هذه البنايات القديمة، والسعي لتغيير معالم القدس لطمس طابعها العربي الإسلامي، عبر استخدام أساليب تهويدية مختلفة، منها بناء آثار يهودية بحجارة قديمة وبالحفر أسفل المسجد الأقصى".
وأضاف عيسى "ان كل إجراءات الاحتلال في البلدة القديمة لتحويلها إلى مدينة داوود، ستفشل لان سكانها المسيحيين والمسلمين سيتصدون لكل الإجراءات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، و16 قرارا صادرا عن مجلس الأمن، و200 قرار صادر عن اليونسكو باعتبارها منطقة منكوبة بحاجة لترميم وصيانة، ولكن سلطات الاحتلال لا تقيم وزنا للقرارات الدولية ولقرارات اليونسكو".
من جانبه، قال المؤرخ ورئيس المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى يوسف النتشة "إنه سجل في الأقصى مجموعة انهيارات، ونحن نسعى لمعرفة سبب هذه الانهيارات بشكل علمي"، مطالبا ببعثة دولية تطلع على ما يقوم به الاحتلال أسفل القدس القديمة.
وذكرت لجنة التراث العالمي التابعة "لليونسكو" في قراراتها الصادرة مؤخرا، بأحكام اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وباتفاقية لاهاي بشأن حماية الـممتلكات الثقافية في حالة النزاعات المسلحة لعام 1954 وبروتوكوليها، وبالاتفاقية الخاصة بالوسائل التي تستخدم لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الـممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة لعام 1970، وباتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972، وبتوصيات اتفاقية اليونسكو في دلهي عام 1956 فيما يخص الحفريات في الـمناطق الـمحتلة، وبإدراج مدينة القدس القديمة وأسوارها، بناء على طلب الأردن في قائمة التراث العالـمي في عام 1981، وفي قائمة التراث العالـمي الـمهدد بالخطر في عام 1982.
وذكرت اللجنة بأن جميع الإجراءات الإدارية والأفعال التي قامت بها إسرائيل (القوة الـمحتلة)، والتي غيرت أو حاولت تغيير وضع مدينة القدس وخصوصا ما يسمى القانون الأساس في القدس، تعتبر باطلة ولاغية ويجب التراجع عنها.
وعبرت اليونسكو عن اسفها لعدم وقف سلطات الاحتلال اعمال الحفريات، والأنفاق، والأشغال، والإجراءات غير القانونية الـمستمرة داخل وفي محيط مدينة القدس القديمة، والتي تؤثر بشكل مؤذ على القيمة العالـمية التراثية الـمميزة لـمدينة القدس القديمة وأسوارها.

أحدث أقدم