معا-
في ضوء الهجمة المحتدمة التي تشنها إسرائيل منذ أيام لتهجير البدو الفلسطينيين
القاطنين في مناطق مجاورة للقدس، سعت وكالة معا للكشف عن المخطط الحقيقي الكامن من
وراء هذه الهجمة، فقد رأى مختصون ومحللون أن هذا المشروع يمثل الضربة القاصمة لعزل
مدينة القدس ولشطر الضفة الغربية إلى نصفين يتعذر في ظل ذلك إقامة دولة فلسطينية
قابلة للحياة.
الخبير
في الشأن الاستيطاني سهيل خليلية قال لـ معا ان ما يجري ضد التجمعات البدوية
القريبة من القدس يهدف لضم هذه المناطق لتكتل مستوطنات "معالي ادوميم"
والتي تبلغ مساحتها 73 الف كيلومتر وتوازي مساحة القدس الشرقية، بينما تضم 9
مستوطنات يسكنها 60 الف مستوطن و19 تجمع بدوي يعيش فيه اكثر من 4 الف فلسطيني.
وأضاف
أن الهدف الاساسي من تهجير المواطنين الفلسطينيين من تلك المناطق هو تحقيق مخطط ما
يسمى عند حكومة الاحتلال بـ"القدس الكبرى"، مشيرا الى ان اخلاء التجمعات
البدوية يراد منه تسهيل ضم تكتل مستوطنات معالي ادوميم إلى القدس وهي المرحلة
الاولى من المشروع الاستيطاني E1
ما يعني فصل جنوب الضفة عن شمالها.
واشار
خليلية الى ان المرحلة الثانية التي سيعمل على تنفيذها الاحتلال ضم مستوطنات
الشمال مثل مستوطنة "جفعات زئيف" والتجمع الاستيطاني غوش عتصيون جنوب
بيت لحم إلى مدينة القدس، والعمل على اخراج مناطق وبلدات فلسطينية من القدس ولذلك
من اجل تغيير الحدود الجغرافيا والديمغرافية لصالح الاسرائيليين في القدس.
ونوه
خليلية الى ان حكومة الاحتلال طرحت هذه الخطط الاستيطانية منذ سنوات عديدة، موضحا
ان عدم وضع خطة قانونية وفعلية على الارض من قبل السلطة الفلسطينية لمواجهة هذه
المخططات سهّل من مهمة حكومة الاحتلال، داعيا الى تكثيف الجهود لتعريف كافة
المناطق المهددة، ووضع خطة بشكل عاجل وسريع وتكثيف الجهود القانونية لعدم تكرار
هذه الهجمات في مناطق اخرى.
من
جانبه، قال المحلل السياسي جهاد حرب لـ معا ان الهدف الاساسي من هذه الهجمة على
التجمعات البدوية تقسيم الضفة الغربية الى قسمين من اجل منع اي امكانية لاقامة
دولة فلسطينية مستقبلية، مضيفا ان هذه خطة رئيس الوزراء الاحتلال نتنياهو وقد تكون
ضمن خطة مايسمى صفقة القرن التي يسعى اليها الرئيس الامريكي، لافتا ان اسرائيل
استغلت ووجود ترامب للتسريع في زيادة الاستيطان وتفتيت الضفة الغربية مستغلة تماشي
الادارة الامريكية الجديدة مع مخطاطتها.
ورأى
حرب ان على القيادة الفلسطينية الان اتخاذ عدة خطوات، تتمثل في زيادة المقاومة
الشعبية لتصبح منهجا وبرنامجا لمواجهة هذه المخطاطات، اضافة التوجه للمنظمات
الدولية للتأكيد على قرارات مجلس الامن والامم المتحدة المتعلقة بالاراضي
الفلسطينية، كما اشار الى التوجه للمنظمات الاقليمية مثل الاتحاد الاوروبي من اجل
ممارسة الضغط على اسرائيل لمنعها من تهجير التجمعات البدوية ووقف الاستيطان في كافة
المناطق.
واشار
حرب الى ان على الشعب الفلسطيني الان تكثيف المقاومة الشعبية في تلك المناطق وعدم
تركها تواجه مصيرها بشكل منفرد، مضيفا ان عليها ايضا الضغط على كل الاطراف من اجل
انهاء ملف الانقسام من اجل توحيد كافة الجهود، مضيفا ان عدم وجود خطة من قبل
القيادة واعتمادها فقط على التدخل الدولي سيفشل في مواجهة مخططات الاحتلال.
وخلاصة
القول أن الاحتلال يسعى من خلال تهجير التجمعات البدوية الى استكمال تنفيذ المخطط
الاستيطاني المسمى بـ "E1
" والذي سيؤدي أيضا إلى شطر الضفة إلى قسمين، وسلب آلاف الدونمات من الأراض
التي يملكها مواطنو البلدات والقرى الفلسطينية، كما انه سيوفر مساحة لبناء 4 آلاف
وحدة استيطانية جديدة و10 فنادق ومنطقة صناعية، وتكمن خطورة المشروع في القضاء على
اي امكانية للبناء في المنطقة الشرقية من القدس وتطويق كافة القرى الفلسطينية
واخراجها من نطاق القدس، وتوطين أكثر من 100 الف مستوطن في القدس لجعل المدينة ذات
أغلبية اسرائيلية.