Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ الاستقبال الحاشد للأسيرتين المحررتين عهد التميمي ووالدتها أمس واستقبال الرئيس لهما في مقر الرئاسة والتصريحات التي أدليتا بها لوسائل الإعلام حول حق شعبنا في الحرية والاستقلال وحقه في مقاومة الاحتلال غير المشروع، يشكل رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي مفادها أولا أن اعتقالاته التعسفية للفلسطينيين بسبب رفضهم للاحتلال لا يمكن أن تكسر إرادتهم وتطلعهم للحرية والاستقلال، وثانيا أن الشعب الفلسطيني بأسره وقيادته يقفان إلى جانب الأسرى الذين يحاول الاحتلال وحليفته أميركا وصمهم بالإرهاب ونزع صفة مقاتلي الحرية عنهم، التي تعترف بها غالبية شعوب ودول العالم. لقد سجلت الفتاة عهد التميمي وأبناء عائلتها صفحة مشرقة أخرى من صفحات نضال الشعب الفلسطيني عندما تحدوا جنود الاحتلال الذين اقتحموا ساحة منزلهم، وعندما وجهت عهد صفعتها لجندي الاحتلال ليقف هذا الاحتلال بكل أجهزته العسكرية والمخابراتية والقضائية مصعوقا من هول الإهانة، وليحاول الانتقام عبر اعتقال عهد ووالدتها وعدد من أبناء بلدتهما معتقدا، أو واهما، أن هذه الاعتقالات قد تردع الفلسطينيين عن المقاومة المشروعة.
وإذا كانت عهد ووالدتها جزءا لا يتجزأ من عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الذين طالهم الاعتقال والمحاكمات العسكرية الصورية والأسر، فإن الرسالة الواضحة هي أن شعبنا الذي يفخر ويعتز بأسراه يقول لهذا الاحتلال كما قالت عهد ووالدتها أمس إن عليه أن يرحل وإن اعتقالاته ومختلف وسائل القمع التي يلجأ لها لن تزيد شعبنا سوى إصرارا على مواصلة نضاله العادل لانتزاع حقوقه المشروعة.
ومما لا شك فيه أن قصة اعتقال عهد ووالدتها ومحاكمتهما لم تضف شيئا للاحتلال الإسرائيلي، الذي أضاف بذلك الكثير إلى صورته المشوهة أصلا لدى الرأي العام العالمي، وهو ما يعكس تخبط هذا الاحتلال وعدم إدراكه لحقيقة أن الإرادة الشعبية وقوة العدل والحق أقوى من جبروت القوة الذي يفرض فيه احتلالاً غير مشروع ويصادر حقوق شعب بأكمله.
وفي المحصلة، ونحن نهنىء أبناء شعبنا عموما وأهالي النبي صالح بتحرر عهد ووالداتها فإننا نؤكد على أهمية وضرورة الوقوف إلى جانب كافة أسيراتنا وأسرانا القابعين في سجون الاحتلال، والعمل بكل السبل من أجل تحريرهم من الأسر، كما نؤكد على الرسالة التي وجهها الرئيس محمود عباس مرارا، وكذا رسالة عهد أمس حول حق شعبنا في مقاومة هذا الاحتلال وأن هذه المقاومة الشعبية التي أحرجت الاحتلال عالميا تشكل رافعة حقيقية للنضال الفلسطيني في مواجهة هذا التطرف والتنكر الإسرائيلي لحقوق شعبنا المشروعة.
أحدث أقدم