Adbox

وفا- ليلة الأربعاء الماضية، استفاق أهالي منطقة الرأس الأحمر على هدير أربع جرافات إسرائيلية، وقد دمرت خط مياه في المنطقة أثناء شقها لطريق بطول 1.5 كم، موجود بالأصل بطول 2.5 كم، لكنها عملت على تجريفه وتوسعته للاستخدام العسكري.
كان ذلك آخر اعتداء لقوات الاحتلال في منطقة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية، بقرار عسكري للاستيلاء على أجزاء من أرض مساحتها عشرات الدونمات في المنطقة عينها.
وبعد هذا الفعل الذي حدثت وقائعه في الليل، يجد سكان من المنطقة أوراقا وخرائط ملقاة في فلاء الطبيعة هناك، تَبيّن لاحقا أنها قرار عسكري بوضع اليد على عشرات الدونمات.
ويقول مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات: "الاحتلال يريد شرعنة شق الطريق المذكور".
ويقول عزات بني عودة، الذي يعتاش من تربية الماشية: "هذا احتلال يريد أن يجعل أعماله قانونية، هنا الكل يعرف ذلك(...) الموضوع لا يحتاج لتفكير".
ولا تزال آثار الدمار قائمة على الطريق (القديم الجديد) في الرأس الأحمر، حتى اليوم.
ويضيف: "كان كل الذي حدث في المنطقة لأغراض عسكرية، هذه مقدمة لاستيلاء الاحتلال على أراضي المواطنين بحجج أمنية".
 في نهاية الطريق المذكور، توجد بوابة حديدية أقامها الاحتلال بداية انتفاضة الأقصى، وكانت وما زالت هذه البوابة تجبر المواطنين على التنقل عبر طرق التفافية طويلة للوصول إلى أراضيهم قادمين من طوباس وطمون، مما يضرهم.
لكن الاحتلال عندما يريد التنقل بآلياته التي يستخدمها في التدريبات العسكرية، يفتح تلك البوابة.
ويمتد الطريق على37 قطعة أرض، حسبما جاء بالإخطار، الذي تمتلك محافظة طوباس نسخة عنه.
يقول بشارات: "مساحة الأراضي التي وضع الاحتلال اليد على أجزاء منها؛ بهدف شرعنة شقه للطريق، بلغت تقريبا (68) دونما".
وبالنسبة للمواطنين في الرأس الأحمر، فإن الطريق الذي لم يعد لهم بعد القرار الأخير، كانوا يستخدمونه في نقل الأعلاف والمياه لدوابهم ومواشيهم، لكنهم بدأوا يخشون من عدم استطاعتهم استخدامه كما السابق.
يقول لطفي بني عودة، أحد سكان المنطقة :" الشارع كان يسهل علينا نقل ما تحتاجه دوابنا(..)، اليوم نحن في وضع صعب".
غير أن  بشارات يتخوف من شيء أكبر من وضع اليد والاستيلاء على الأراضي، عندما قال أن القرار العسكري بوضع اليد، لا يقتصر على الاستيلاء على أجزاء من أراضي المواطنين.. هم يريدون فصل التجمعات الفلسطينية بعضها عن بعض".
ويحيط بالرأس الأحمر مستوطنتا "بيكاعوت" وروعيه" الزراعيتان.
يقول بشارات هذا القرار سيساعد على التوسع الاستيطاني في المنطقة بشكل أكبر.
وتعتبر منطقة سهل الرأس الأحمر، أحد أجزاء سهل البقيعة الكبير الذي تقترب مساحته الكلية من (100) ألف دونم، ويزرع في الرأس محاصيل مروية، وأخرى بعلية، وتسكن فيها عائلات فلسطينية تعتمد في حياتها على تربية الماشية، أو العمل في حقول الزراعة.
أحدث أقدم