Adbox
جريدة القدس - حديث القدس / التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل منذ يومين أو أكثر ضد قطاع غزة، والذي جاء في أعقاب قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتشديد الحصار على القطاع، لا يمكننا القول بانه مقدمة لشن حرب عدوانية جديدة على غزة هاشم، فدولة الاحتلال غير معنية في هذه المرحلة بشن حرب عدوانية شاملة على غزة، لأن ذلك يعني فشلا جديدا لمحاولات الاحتلال والإدارة الأميركية لتمرير صفقة القرن من خلال التباكي على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
فيبدو انه بعد فشل محاولات التباكي على الأوضاع الإنسانية في القطاع من قبل أميركا ودولة الاحتلال لتمرير صفقة القرن وتحويل القضية الوطنية الفلسطينية من قضية سياسية إلى إنسانية، جاء دور الضغط العسكري، لإرغام المعارضة الفلسطينية الواسعة لهذه الصفقة المشبوهة على قبولها سواء على قطاع غزة وفي الضفة الغربية، حيث الممارسات والانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية متواصلة أمام مرأى ومسمع العالم قاطبة، غير آبهة لا بالرأي العام الدولي ولا بقرارات الأمم المتحدة التي تدين هذه الممارسات ولكن دون اتخاذ أية قرارات عملية ضد دولة الاحتلال التي ترى بنفسها فوق هذه القرارات والقوانين والأعراف الدولية مدعومة بشكل مطلق من قبل إدارة الرئيس ترامب التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار العالميين من خلال ممارساتها ليس فقط على صعيد الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، بل أيضا على صعيد العالم.
إن هذه الضغوطات التي تمارسها دولة الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية، لا يمكن مواجهتها إلا من خلال موقف فلسطيني موحد، ووضع خطة عمل بموافقة ومشاركة جميع القوى والفصائل والسلطة الوطنية التي تؤكد يوما بعد آخر رفضها لصفقة القرن التصفوية.
والموقف الفلسطيني الموحد لا يمكن أن يتم إلا من خلال الانقسام البغيض الذي مضى عليه أحد عشر عاما، إن لم يكن أكثر من ذلك.
فالقضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات تصفية خطيرة، حيث تستغل إدارة ترامب وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، هذا الانقسام الأسود والوضع العربي الراهن الذي تمزقه الحروب الداخلية، لتمرير صفقة القرن التي تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ومن هنا فإننا ندعو ونناشد حركتي فتح وحماس التجاوب مع الجهود المصرية لإنهاء هذا الانقسام الذي طال أمده وانعكست وتنعكس آثاره المدمرة على قضية شعبنا الوطنية.
كما نثمن الجهود المصرية والأمم المتحدة لمنع تدهور الأوضاع في المنطقة، إلى ما هو أسوأ مما نحن فيه الآن.
فالتصعيد العسكري الإسرائيلي وكافة أنواع وأشكال الضغوط للقبول بصفقة القرن لا يمكن أن يتم إفشالها إذا لم تتوحد الصفوف وينتهي الانقسام البغيض والى الأبد. فالوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لتحقيق الانتصارات وإضافة المزيد من المنجزات على طريق الحرية والاستقلال الناجزين.
أحدث أقدم