Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ الإدارة الأميركية الحالية قد تكون من أكثر الإدارات قصر نظر وتحيزا أعمى للمصالح الإسرائيلية في كل المجالات وعلى مختلف المستويات، ابتداء من الرئيس ترامب نفسه وانتهاء بالمؤسسات الأخرى التي تتأثر بمواقفه وتوجهاته.
الرئيس ترامب هو الوحيد بين رؤساء أميركيين كثيرين الذي نفذ نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها كمدينة موحدة وعاصمة لإسرائيل، كما تحدت هو وطاقمه السياسي عما أسموه بـ «صفقة القرن» وهو مخطط يستجيب لكل ما يريده الاحتلال، وبعد أن رفضته السلطة الوطنية أكدت الدول العربية علنا ورسميا خلال اليومين الماضيين رفضها له ولأي مشروع حل لا يعترف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وكانت مواقف مصر بلسان رئيسها والسعودية بلسان ملكها الأكثر وضوحا في هذا الخصوص.
في الأيام القليلة الماضية تحدثت أنباء عدة عن مساعٍ أميركية لتشريع قانون يحدد عدد اللاجئين الفلسطينيين بأربعين ألفاً فقط، من منطلق غير واقعي ولا صحيح، حول عدد اللاجئين الذين شردهم قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ والتنكر لما تؤكده وكالة الغوث «الأونروا» أن عدد اللاجئين يقترب من ستة ملايين إنسان.
وللحقيقة فإن قيام إسرائيل أدى إلى تدمير عشرات القرى في مختلف أنحاء فلسطين التاريخية، وهذا معروف وموثق وتعترف به حتى المصادر الإسرائيلية نفسها. وتؤكد التقارير المختلفة الفلسطينية والإسرائيلية والدولية، أن عدد اللاجئين الذين تشردوا كان بين العامين ٤٨ - ١٩٤٩ لا يقل عن ٧٠٠ - ٨٠٠ الف لاجىء، وإذا كانت أغلبيتهم قد فارقت الحياة، فان هذا لا يلغي حق أبنائهم وأحفادهم وحقوقهم في أرضهم وقراهم ووطنهم.
انهم في أميركا يحاولون إنهاء قضية اللاجئين كليا سواء بقطع المساعدات عن الوكالة وإدخالها في أزمة مالية كبيرة، أو بالذي يحاولون تشريعه من قانون حول أعدادهم، وذلك في وهم منهم انهم بذلك يلغون حق العودة ووجود نحو ستة ملايين لاجىء ما يزالون يعانون من الهجرة والتشرد بعد قيام إسرائيل في ١٩٤٨ واحتلالها بقية الأرض الفلسطينية عام ١٩٦٧ وتشريد الآلاف أيضا نتيجة ذلك.

إن المخيمات الكثيرة المنتشرة بالضفة وغزة ولبنان وسوريا والأردن هي شاهد حي وقوي ورمز للحق الذي لا يموت، وتؤكد أن شعبنا متمسك بأرضه وحقوقه وبتطلعه إلى العودة إلى المدن والقرى التي تم تهجيره بالقوة منها، مهما تمادت الإدارة الأميركية في جهلها وتجاهلها وتحيزها الأعمى لإسرائيل وأطماعها ... !!
أحدث أقدم