Adbox
حديث القدس/ بعد كارثة تهجير الفلسطينيين وإقامة دولة إسرائيل قررت الأمم المتحدة في كانون أول ١٩٤٩ إنشاء «الأونروا»، وكان هدفها مساعدة وتشغيل هؤلاء اللاجئين وتقديم ما أمكن من الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية لهم.
وقد ازدادت أعداد اللاجئين كثيرا في المخيمات بالأردن وسوريا ولبنان وفلسطين بالتأكيد، وصارت نحو ستة ملايين إنسان، ومنذ تاريخ تأسيسها كانت «الاونروا» تمارس دورها وفق إمكاناتها المحدودة، ولديها نحو ٧٠٠ مدرسة وكلية ومعهد يدرس فيها حوالي مليون طالب، وفي غزة وحدها يوجد ما لا يقل عن ٢٥٠ مدرسة.
ومنذ العام ١٩٤٩ كانت «الوكالة» تقوم بواجباتها إلى أن جاء الرئيس الأميركي ترامب بقراراته المتهورة وغير الإنسانية والمنحازة انحيازا أعمى لإسرائيل وأوقف المساعدات المالية التي كانت تقدمها بلاده وبدأت إدارته تتحدث عن عدة آلاف من اللاجئين بدل الملايين، وهكذا دخلت «الأونروا» في مأزق مالي وبدأت خدماتها تضعف أو تتقلص إلى درجة أنها باتت مهددة بوجودها من أساسه. ومواقف ترامب هذه لا تشكل خطوة ضد «الأونروا» فقط ولكن ضد الجمعية العامة التي أسستها أيضا!!
في هذه الأيام تزدحم الأمم المتحدة بالرؤساء والقادة في أكبر حشد دبلوماسي عالمي، وبين الحضور ٨٤ رئيس دولة و ٤٤ رئيس وزراء وكل واحد منهم يستعد لإلقاء خطاب يتحدث فيه عما يهمه أو يفكر فيه، وفي مقدمة هؤلاء الرئيس ترامب نفسه، وقد أصبحت إيران القضية الأكبر لواشنطن وإسرائيل، وهناك بالطبع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يؤكد كثيرون أن خطابه سيكون هاما غدا الخميس.

من المعروف أن اجتماعات كهذه غالبا ما تسيطر عليها المواقف اللفظية والمطالب العامة، وكل واحد يغّني على ليلاه كما نقول في أمثالنا الشعبية، ولكن وفي هذه المرحلة الهامة نأمل أن يتمكن الأعضاء والمشاركون في اجتماعات الجمعية العامة من إعادة إحياء وكالة الغوث «الأونروا» التي هي أنشأتها، وهذه ليست قضية صعبة، وإن كانت لها نتائج هامة للغاية، ونأمل أو ندعو هؤلاء المشاركين والمتحدثين لأن يقدموا للوكالة ما تحتاجه من أموال لتعويض ما سببه قرار ترامب المشؤوم والسيئ، وتخفيف المأزق الإنساني والاستجابة لإضراب مدارس ومؤسسات «الأونروا» في غزة التي تعاني أصلا من حصار خانق!
أحدث أقدم