Adbox
وفا- قصة 55 طفلا وطفلة خرجوا من مخيم صبرا وشاتيلا بعد المجزرة، التي نفذت في العام 1982، فمنهم من تعرفوا على آبائهم، ومنهم من سجلوا على اسم الشهيد ياسر عرفات، ومنهم من عرفوا أعمارهم، ومنهم من بدأ ميلادهم بالمجزرة.
عمرو أحمد اللوقا 36 عاما، الذي ولد وشقيقه التوأم يسري في عام 1982 في صبرا، قال لـ"وفا"، "أرّخوا ميلادي على المجزرة، ولا أذكر ما يربطني بطفولتي، إلا أن أخوالي المتواجدين في فلسطين آنذاك، تواصلوا مع منظمة التحرير وتعرفوا علينا، وتم نسبنا لوالدنا ووالدتنا اللذين استشهدا في المجزرة"، مشيرا الى ان غالبية أبناء الصمود عرفوا آباءهم وأمهاتهم من خلال أقاربهم في لبنان، فيما لم يعرفوا أسماء 5 من اخوتي، تم نسبهم للشهيد ياسر عرفات.
وعن حياته بعد المجزرة، أضاف، "ذهبنا الى تونس مع القوات التي غادرت لبنان، واخذونا ونحن اطفال ولا اتذكر شيئا من طفولتي ولا والديّ، وكل ذكرياتي بدأت من حياتي في بيت الصمود وسط اخوتي".
وتابع، "تربينا على ان أفراد أسرنا قتلوا، في صبرا وشاتيلا، وعشنا اخوة على اختلاف أسمائنا، الا ان اهتمام الرئيس ياسر عرفات ابو عمار فينا، أرضانا نفسيا وماديا وهذا لم يشعرنا باليتم، حيث كان يقيم في شهر رمضان وفي العيد بمنزل الصمود، شعرنا باليتم باستشهاد ابو عمار، واخذنا عزاه كأبنائه، وبقينا ابناء الصمود أخوة اذ بقينا على تواصل، ونستشير بعضنا البعض ونلتزم بروابطنا الاخوية، ونلتقي بشكل يومي مع بعضنا خاصة في رمضان، حيث نجتمع كل يوم في بيت احد وكذلك في الأعياد.
تعرفت على أخوالي بعد وصولي الى الضفة الغربية، وعلمت من خلالهم بأن والدي كان من يافا المهجرة ووالدتي من اسدود المهجرة، قال بحرقة.
وأضاف، اما يوسف راتب المحمود من اخوتي من ابناء الصمود تمكن في عام 2013 وبعد اكثر من 31 عاما من المجزرة، وبالصدفة البحتة من قراءة مناشدة من زوجة الشهيد راتب اشتيوي المحمود- والتي هي أمه- الرئيس أبو مازن لمساعدتها في تأمين العلاج لها، ليعلم يوسف واشقاؤه الأربعة بأن والدتهم لا تزال حية، ولتعود الحياة لامهم التي علمت أن خمسة من أبنائها لا يزالون على قيد الحياة ووصلوا الى ارض الوطن.
ووقعت مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 أيلول عام 1982 في لبنان، واستمرت لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 أيلول، سقط خلالها عدد كبير من الشهداء من رجال وأطفال ونساء وشيوخ من المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، فيما سقط أيضا خلال المجزرة لبنانيون.
وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.
وبدأت المجزرة بعد أن طوق جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الحرب آنذاك أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، المخيمين بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت في عمليات التصفية كذلك الأسلحة البيضاء وغيرها.

لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا أول المجازر التي ترتكب بحق شعبنا، ولن تكون آخرها، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة وغيرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا وغيرها، وهو ما شهده العالم أجمع، لا يزال الفاعلون طلقاء.
أحدث أقدم