Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ اتخذت الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدا إدارة الرئيس ترامب أمس خطوة عدائية جدية ضد شعبنا، وذلك في إطار الضغوط التي تمارسها ضد القيادة الفلسطينية، في محاولة يائسة منها لتركيع شعبنا وقيادته وجعلهما يرضخان لإملاءاتها المتمثلة بصفقة القرن التصفوية والمستجيبة للشروط والإملاءات الإسرائيلية التي رفضها شعبنا وقيادته والعالم برمته لأنها لا تجلب السلام، بل على العكس من ذلك تكرس الاحتلال والهيمنة الإسرائيلية وتزيد من حدة العداء وتزيد من أمد الصراع في المنطقة وفي مقدمته الصراع الفلسطيني - الاحتلالي.
وبالرغم من أن هذه الخطوة العدائية الجديدة من قبل إدارة ترامب والمتمثلة بتجميد عشرة ملايين دولار من أموال المساعدات الأميركية المخصصة لمشاريع شبابية فلسطينية، بالرغم من أن هذه المساعدات التي كان قد صادق عليها الكونغرس الأميركي هدفها تطبيع العلاقات بين منظمات شبابية وأخرى احتلالية، والتي يعارضها الكثير من أبناء شعبنا والعديد من فصائل العمل الوطني والإسلامي، كون الهدف منها هو التطبيع قبل تحقيق السلام الذي يعيد لشعبنا جزءا من حقوقه الوطنية الثابتة في مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف إلا أنها في حقيقة الأمر هي خطوة عدائية في إطار الخطوات التي تتخذها إدارة ترامب المتساوقة مع الاحتلال، بل إنها تنفذ سياساته تحت غطاء أميركي.
وإذا كانت إدارة ترامب تعتقد بأنها في خطواتها العدائية لشعبنا وقضيته الوطنية يمكنها أن تكسر إرادته وتجعله يرفع الراية البيضاء، ويوافق مرغما على مشروعها التصفوي، فهي إدارة واهية وغير قارئة لتاريخ الشعوب وتاريخ شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية.
صحيح أن الظروف الذاتية والموضوعية التي تمر بها قضية شعبنا هي ظروف مجافية، إلا أن ذلك لا يعني أن استغلال إدارة ترامب ودولة الاحتلال، ممثلة بحكومتها الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ حكومات الاحتلال، يمكنهما من تحقيق مشروعهما التصفوي.
ففي السابق كانت دولة الاحتلال لا تعترف بوجود شعب فلسطيني، وأعلن قادتها السابقين وخاصة جولدا مائير التي أشغلت مناصب عدة وآخرها رئيسة وزراء، إلا انه بفعل نضالات شعبنا وأمتنا العربية أرغمت هذه الدولة المقامة على أنقاض شعبنا، على الاعتراف بوجوده رغما عنها.
وشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية لديه الاستعداد لتقديم المزيد من هذه التضحيات حتى تحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين والمعترف بهما دوليا.
ولذا فإن المشروع الأميركي - الصهيوني التصفوي لا يمكنه أن يمر مهما كانت الظروف مجافية سواء الذاتية أو الموضوعية، فشعبنا ينهض دائما من بين الركام ويواصل مسيرته رغم كل التحديات.
بقي القول إن أقصر الطرق لإنهاء الصراع ليس كما تعتقد إدارة ترامب ودولة الاحتلال في محاولات تصفية قضية شعبنا، بل في الاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تؤكد على ضرورة إحقاق حقوق شعبنا الوطنية، لضمان الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع.
فبدون ذلك فإن الأوضاع ستسير من سيىء إلى أسوأ وتنعكس آثارها ليس على المنطقة فقط، بل على العالم برمته، خاصة وان إدارة ترامب وحكومته اليمين المتطرف والعنصرية في دولة الاحتلال تتحديان القرارات والأعراف والمواثيق الدولية، وتسيران بالعالم نحو الهاوية.
فجميع القرارات العدائية لن تزيد شعبنا سوى الإصرار على نيل كامل حقوقه الوطنية والعمل على إلحاق الهزيمة بهذه المشاريع والانتصار للشرعية الدولية، فإرادة الشعوب لا تهزم.
أحدث أقدم