Adbox

عمّ الإضراب الشامل أمس مؤسسات «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) احتجاجاً على قرارها فصل حوالى 1000 موظف يعملون ضمن برنامج الطوارئ والصحة النفسية، وتقليص بعض خدماتها.
وأغلقت المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية التابعة لـ «أونروا» في قطاع غزة أبوابها، استجابةً لدعوة أطلقها الاتحاد العام لموظفي الوكالة الأربعاء الماضي. ولم يتوجه أكثر من 200 ألف تلميذ وتلميذة إلى مدارسهم، فيما التزم حوالى 13 ألف موظف منازلهم، وامتنعوا عن العمل، في حين شل الإضراب المستوصفات والمراكز الصحية أيضاً.
وكانت «أونروا» قررت في تموز (يوليو) الماضي، فصل حوالى ألف موظف بدعوى وجود أزمة مالية تقدر بنحو 200 مليون دولار بعد وقف الإدارة الأميركية تمويلها المنظمة الدولية، والبالغة قيمته نحو 368 مليون دولار سنوياً، في إطار سياسة العقوبات التي تفرضها على الفلسطينيين.
وأتى الإضراب الشامل بعد فشل عدد من الوسطاء في التوصل إلى حل أو اتفاق بين الاتحاد وإدارة «أونروا».
وقالت نائب رئيس الاتحاد العام لموظفي «أونروا» الطبيبة أمال البطش إن «الإضراب يأتي في ظل عدم تجاوب إدارة أونروا مع الاتحاد وتنصلها من الاتفاقات التي تم التوصل إليها وإصرارها على عدم حل مشكلاتهم».
وأكدت البطش «انسداد أُفق الحل مع إدارة أونروا، خصوصاً بعد تجميد الاتحاد التواصل معها لعدم التزامها التفاهمات المتفَق عليها، واستمرار قرارات الفصل وتقليص الخدمات».
واعتبرت البطش أن «الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد اليوم (أمس) في كل مرافق أونروا في قطاع غزة، واحدة من الخطوات التصعيدية إلى حين تراجع الإدارة عن قراراتها كافة في حق الموظفين، خصوصاً القرارات الأخيرة المتعلقة بألف موظف».
وكان عدد من الموظفين المفصولين أغلق فجر الأحد المقر الإقليمي للوكالة في مدينة غزة احتجاجاً على عدم تراجعها عن قرار فصلهم. وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لإغلاق المقر ووضع لافتات على أبوابه ومقاعد جلوس أمامه. وتقدّم «أونروا»، التي تأسست بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، غداة نكبة فلسطين وطرد العصابات الصهيونية أكثر من 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم ومنازلهم، خدمات صحية وتعليمية وغذائية لحوالى خمسة ملايين وثلاثمئة ألف لاجئ في مناطق عملياتها الخمس، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وسورية، ولبنان، والأردن. وتعتبر الأزمة المالية الحالية غير مسبوقة في المنظمة الدولية منذ تأسيسها.
ويرى الفلسطينيون أن الإدارة الأميركية تسعى إلى تفكيك «أونروا» وإنهاء أعمالها، تمهيداً لإزاحة قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات، بعدما أعلنت إزاحة القدس، عشية اعترافها بها عاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة الأميركية إليها من تل أبيب.
إلى ذلك، استشهد الشاب عماد داوود اشتيوي (21 سنة) بعيار ناري في رأسه، وأصيب حوالى 20 آخرين بالرصاص وبالاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في فعاليات «الإرباك الليلي» على الحدود الشرقية للقطاع. ويستخدم الشبان، عادة خلال هذه الفعاليات السلمية، أشعة ليزر يوجّهونها إلى أعين جنود قوات الاحتلال، ويطلقون ألعاباً نارية تجاههم، إضافة إلى صافرات قوية وأصوات مزعجة عبر مكبرات الصوت.
أحدث أقدم