Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ تشير جميع الدلائل إلى أن الأوضاع في الضفة الغربية قابلة للانفجار في أية لحظة في ضوء ما تقوم به دولة الاحتلال من ممارسات وإجراءات واتخاذ قرارات هدفها النيل من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة ووأد نهائي لحل الدولتين خاصة بعد قرارات إدارة الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ومحاولاتها تصفية قضية اللاجئين التي هي العنوان الأبرز للقضية الفلسطينية من خلال وقف التزاماتها او التنصل من التزاماتها تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» وكذلك وقف التزاماتها تجاه مشافي القدس الشرقية وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
ففي ضوء هذه الممارسات والإجراءات الإسرائيلية والأميركية فإن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة أصبحت لا تطاق وقد حذرنا من تبعات هذه الإجراءات عدة مرات، خاصة وان شعبنا وفي مقدمته الشبان والشابات اصبحوا بدون افق مستقبلي، وأصابهم الإحباط جراء ما يشاهدونه وما يُمارس ضدهم وضد أهاليهم وأراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم على أيدي قوات الاحتلال.
وجاء تأكيد الرئيس محمود عباس امس بان الوضع خطير وقد ينفجر في أي لحظة ليدق ناقوس الخطر أمام العالم، خاصة وان انفجار الأوضاع، خاصة في الضفة الغربية التي ينهشها الاحتلال يوميا وستكون أعنف من الانفجارات السابقة، لأنه تم فقدان الأمل في المستقبل بفعل ممارسات الاحتلال ورفضه لتحقيق السلام وإيصال حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف محادثات السلام لطريق مسدود منذ سنوات، جراء محاولاتها فرض الاستسلام، وليس السلام، على الجانب الفلسطيني وتنصلها من الاتفاقات المبرمة، رغم أن هذه الاتفاقات فيها ثغرات كثيرة ولا تلبي الحد الأدنى من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما جاء تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي آيزنكوت الخميس الماضي من الانفجار الأمني في الضفة الغربية ليضع النقاط على الحروف، خاصة وانه قال بان الانفجار في الضفة سيكون اكثر شدة من الذي يجري على الشريط الحدودي مع قطاع غزة.
فمواصلة العداء الأميركي وكذلك ممارسات الحكومة اليمينية والمتطرفة والعنصرية بقيادة بنيامين نتنياهو ستجلب جميعها الدمار للمنطقة، لان الانفجار سيطال ليس فقط الضفة والقطاع، بل سيطال أيضا دولة الاحتلال والمنطقة برمتها، خاصة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وتهديد إيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر منذ حوالي ١٢ عاما.
وأمام هذا الواقع فان على المجتمع الدولي التحرك العملي والفاعل من اجل الحيلولة دون هذا الانفجار، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ووضع حد لممارسات وانتهاكات الاحتلال التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية.
إن أي انفجار قادم يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي الذي لم يضع حدا للعداء الأميركي لشعبنا وكذلك رفض دولة الاحتلال للسلام معتمدة على الدعم الأميركي اللامحدود لسياستها الاحتلالية، وعلى العنجهية والقوة العسكرية وكأن هذه القوى ستبقى إلى أبد الآبدين.
ونأمل بان يتجاوب المجتمع الدولي مع الخطاب الذي سيلقيه الرئيس عباس في الأمم المتحدة بعد أيام والذي سيبين فيه كل ما يجري من انتهاكات بحق شعبنا وقضيته.
فالانفجار قادم لا محالة، إذا ما استمر الصمت الدولي والاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار دون أية خطوات عملية.
أحدث أقدم