Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ لأول مرة يجري حوار سياسي فلسطيني مع الاتحاد الأوروبي في مقر الاتحاد بمدينة بروكسل وقد ناقش اتفاقية الشراكة الكاملة بين الجانبين والأوضاع في القدس وغزة والمساعدات الأوروبية المختلفة.
وقد أكد الاتحاد الأوروبي دعمه لمبدأ حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في حدود حزيران 1967 ورفضه لقرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها كذلك رفض قطع المساعدات عن وكالة الغوث «الاونروا» وقرار هدم قرية الخان الأحمر وتهجير المواطنين.
إضافة إلى هذه المواقف المبدئية الإيجابية والهامة للغاية، فقد اكد الاتحاد تمسكه بدعم الاقتصاد الفلسطيني وتطويره وسيطرة فلسطين على اقتصادها وعدم اعتمادها على الآخر كما هي الحال في هذه المرحلة، وعدم السماح لمنتوجات المستوطنات بالوصول إلى الأسواق الأوروبية.
وللحقيقة فان هذه المواقف الأوروبية تمثل كل ما يتطلع إليه شعبنا من زوال للاحتلال واستقلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، في حدود الرابع من حزيران 1967، غير أن هذه المواقف الإيجابية بحاجة إلى ما هو اكثر من مجرد الإعلان عنها او الدعوة إليها.
الكل يعرف والدول الأوروبية أولا، أن الاستيطان ينهب الأرض في كل أنحاء الضفة ويقطع أوصالها بين جنوب وشمال وشرق وغرب. والكل يعرف أيضا، أن مساعي وممارسات التهويد بالقدس والحفريات تحت الأرض واقتحامات المسجد الأقصى والتضييق على المواطنين لا تتوقف أبدا، وتهدد المدينة وتعمل على تغيير واقعها وطابعها الجغرافي والسياسي والإنساني، وقد ازدادت خلال فترة أعيادهم.
والكل يعرف ان القيادة الاسرائيلية بزعامة نتنياهو واليمين المتطرف يرفضون مبدأ الانسحاب إلى حدود حزيران او التخلي عن القدس الشرقية ويلقون الدعم الأمريكي الأعمى في هذا السياق.
بعد كل هذا يظل الموقف الأوروبي إيجابي نظريا ولكنه بحاجة شديدة وسريعة إلى العمل لإيقاف كل هذه الممارسات الاسرائيلية المدعومة أمريكيا حتى يصبح تحقيق ما ينادي به الاتحاد ونطالب نحن به أمرا ممكنا وعمليا، حتى لا يظل الحديث مجرد ركض وراء السراب.
أحدث أقدم