Adbox
وفا- تحريف.. تغيير.. طمس.. استبدال، أربع كلمات تلخص التزوير الإسرائيلي الممنهج بحق المناهج الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة من قبل دولة الاحتلال.
سلطات الاحتلال أعلنت حربا على التعليم في القدس، امتدت أحداثها لتطال المناهج الوطنية الفلسطينية الصادر عن مركز المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم العالي، ليصبح ملف التعليم جريمة حرب أخرى ترتكبها الدولة المحتلة بحق شعبنا.
إحصائية كشف عنها رئيس مركز المناهج في وزارة التربية ثروت زيد، أشار إلى أن الاحتلال قام بتعديل في المناهج الفلسطينية المدرسة في مدارس القدس، بشكل يخدم سياساته الاحتلالية وروايته التاريخية.
أشار إلى أنه، وحسب الإحصائية، سجل 306 طمس من محتويات المناهج الفلسطينية، وسجل تغيير جزئي في تلك الكتب والمناهج بواقع 195 مرة، واستبدل الاحتلال 172 نصا داخل تلك المناهج والكتب.
وحسب ذات الاحصائية التي عرضها ثرة زيد فإن عمليات التزوير في المناهج الفلسطينية وصلت إلى 689 عملية تزوير في المناهج الفلسطيني المدرس في مدارس بلدية الاحتلال في القدس.
ويقول زيد: إن الطمس طال رموز السيادة الوطنية الفلسطينية مثل طمس علم فلسطين وشعار الدولة من الأغلفة والصفحات الاستهلالية للكتب.
وتحدث عن تحريف الكتب المدرسية في انتهاك صار لما جاء في قانون الملكية الفكرية، علما أن وزارة التربية والتعليم لم تمنح حقوق النشر أو الطبع لأي جهة أو أي طرف.
وشدد زيد على أن إسرائيل تتنكر لرموز السيادة الفلسطينية وتسمية فلسطين كدولة  في المناهج الوطني، وهذا يتناقض مع الاتفاقيات المعقودة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
أما عن أشكال التزوير بالمناهج، فيذكر زيد مثالا صارخا على ذلك يتمثل في استبدال مقولة بآية قرآنية واعتبار الآية القرآنية مقولة في كتاب اللغة العربية للصف الثامن. وكذلك أضيف للدرس في الدراسات الاجتماعية للصف الثامن معلومة مضللة بأن سايكس بيكو أدت إلى احتلال تركيا للشام والعراق.
وتشمل التغيرات في متن المناهج أيضا حذف كل ما يتعلق ويشير للأسرى الفلسطينيين كذلك كل ما يشير للاجئين الفلسطينيين. وتم استبدال نماذج من الانجازات المعمارية في فلسطين بدرس الحضارة والفنون الإسلامية في الاندلس. كذلك تم استبدال خريطة فلسطين سياق حالي فيما يتعلق بدرجات الحرارة إلى خريطة قارة أوروبا.
وحذف الإسرائيليون بحسب زيد صور الشهيد أبو عمار من المناج الوطنية الفلسطينية، كذلك وجود قصص تتحدث عن السلام.
ورأى زيد أنه على المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربع وفق مسؤولياتهم، الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته بحق التعليم في فلسطين والمناهج الفلسطينية بخاصة في القدس.
وطالب زيد بإلزام المجتمع الدولي للسلطة القائمة بالاحتلال في القدس باحترام وحماية وإعمال حق التعليم في فلسطين كدولة واقعة تحت الاحتلال.
وطالب زيد الاتحاد الاوروبي بالضغط على إسرائيل لتفعيل المادة 2 من اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية التي تنص على أن كلا الجانبين يجب أن يحترم حقوق الإنسان، بما ذلك الحق في التعليم.
وهدد زيد بمقاضاة السلطة القائمة على تحريف المناهج الفلسطينية، والذي يعتبر انتهاكا واضحا لحق الملكية الفكرية المحمي دوليا.
وفي القدس مرجعيتان لقطاع التعليم، الأولى تتمثل في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية التي تضم ما نسبته 47% من مدارس القدس، والمصنفة على الشكل الآتي: مدارس الأوقاف العامة" بنسبة 14% والمدارس الأهلية والخاصة بنسبة 31% ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بنسبة 2%. أما المرجعية الثانية لقطاع التعليم في القدس، تتمثل في "وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية" وبلدية الاحتلال في القدس، وتضم ما نسبته 53% من مدارس القدس.
وفي هذا السياق، قال وزير التربية والتعليم العالي صبرى صيدم، إن إسرائيل عملت على إحداث تغيير في المناهج الفلسطينية بمدينة القدس الواقعة تحت سيطرتها.
وأضاف في تصريح صحفي لـ"وفا"، قامت سلطات الاحتلال مؤخرا بطباعة نسخ محرفة من كتب المناهج الدراسية الفلسطينية وتوزيعها على المدارس التي تشرف عليها بلدية الاحتلال في مدينة القدس".
وقال صيدم "التحريف طال جميع الكتب الصادرة عن مركز المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم العالي".
وأضاف "عمدت سلطات الاحتلال إلى حذف العلم الفلسطيني عن جميع أغلفة الكتب علاوة على حذف الكوفية الفلسطينية المعروفة بكوفية الرئيس الشهيد ياسر عرفات وحذف اسم دولة فلسطين وشعارها النسر واسم وزارة التربية والتعليم العالي".
ومضى قائلا "تعمدت سلطات الاحتلال تشويه مناهجنا عبر وضع نصوص وفقرات ومعلومات تدعم الرواية الصهيونية، وتحاول إحلالها مكان الراوية الفلسطينية الصحيحة".
وتابع انه تم "حذف كل ما يشير إلى النكبة التي حلت بأبناء شعبنا وتدمير المدن والقرى الفلسطينية، وشطب الحديث عن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال". ولم يصدر تعقيب فوري من الجهات الإسرائيلية ذات الصلة.

ويبلغ العدد الإجمالي للمدارس في القدس المحتلة 155 مدرسة موزعة على الشكل الآتي: 50 مدرسة تابعة لبلدية الاحتلال تضم نحو 42 ألف طالب، و59 مدرسة خاصة تضم نحو 20 ألف طالب. و38 مدرسة تتبع لوزارة التربية والتعليم العالي تضم نحو 12 ألف طالب، و8 مدارس تتبع وكالة الأونروا تضم نحو 3 آلاف طالب.
أحدث أقدم