Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ يبدو أن دولة الاحتلال تعمل بكل جهودها من خلال إجراءاتها وممارساتها على تعميق حالة العداء بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الأمر الذي يتعذر معه إنهاء الصراع بين الطرفين الذي مر عليه عدة عقود دون أية بارقة أمل في حله من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم.
فيوميا تقوم سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين بممارسات ضد شعبنا وقضيته وأرضه ومقدساته، تصب ليس فقط في تعزيز حالة العداء، بل تضع المنطقة عامة والأرض الفلسطينية خاصة على حافة انفجار كبير لا تعرف نتائجه، إلا أنها ستطال أيضا الجانب الإسرائيلي المسؤول عن إيصال الأوضاع إلى ما هي عليه، بفعل عنجهيته وتهديداته وجرائمه التي ترتكب بحق أبناء شعبنا من اعتداءات وعمليات قتل واقتحامات واعتقالات وتدنيس للمقدسات... الخ من انتهاكات ترقى لمستوى جرائم الحرب.
ورغم تحذير جهات إسرائيلية من أن مثل هذه الانتهاكات ستؤدي إلى انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، إلى جانب ما نشاهده في قطاع غزة على الشريط الحدودي، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من مئتي مواطن إلى جانب الإصابات، والتي من بينها ما تسببت بإعاقات، إلا أن حكومة الاحتلال الأكثر يمينية وتطرفا تصر على مواصلة سياستها القائمة على خنق شعبنا في محاولة يائسة منها لجعله يستسلم لمخططاتها أو يرفع الراية البيضاء.
فوفقا لكافة القوانين الطبيعية والوضعية، فإن كثرة الضغط تولد في النهاية الانفجار، وإن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس في الاتجاه، أن ردة فعل شعبنا على هذه الجرائم ستكون أكبر مما تتوقعه دولة الاحتلال والعالم بأسره.
فانفجار الضفة الغربية سيضع العالم بأسره أمام مرحلة جديدة، لأن هذا الانفجار سيكون له تأثير واضح على الأوضاع الدولية التي لا تحرك ساكنا من أجل منع هذا الانفجار، وتكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار التي اعتادت عليها دولة الاحتلال، ولا تتخذ أية خطوات عملية لوقف الانتهاكات الاحتلالية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ومما زاد الطين بلة، الدعم الذي تلقاه دولة الاحتلال من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأمر الذي شجعها ويشجعها على مواصلة انتهاكاتها والضرب بعرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
إن إدارة الرئيس ترامب تدفع العالم إلى شريعة الغاب التي عفى عليها الزمن وجاءت الأمم المتحدة لحل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، ولكن عدم ممارستها لصلاحياتها وإلزام المعتدي الإسرائيلي بتنفيذ قراراتها ذات العلاقة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية وعدم وقوفها الجدي أمام ممارسات الولايات المتحدة، سيقود العالم إلى ما لا تحمد عقباه وستعود الصراعات إلى سابق عهدها وهو ما يدمر، في حالة استمرار الأوضاع، ما أنجزته الإنسانية في العقود الماضية.
إن على العالم وتحديدا المجتمع الدولي وضع حد للعنجهية الإسرائيلية قبل فوات الأوان لأن شعبنا لا يمكنه أن يسكت على الضيم وسيواصل نضاله السلمي حتى تحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين.
وعلى العالم أن يدرك أيضا بأن العودة لشريعة الغاب ستطال الأخضر واليابس، ولن يخرج منها أي منتصر.
أحدث أقدم