Adbox
 وفا- سيبقى التاسع مع تشرين الأول 2018 شاهدا حيا على معاناة عائلة أبو سرور من مخيم عايدة شمال بيت لحم، التي زج الاحتلال كافة أفرادها خلف قضبانه، ليغلق باب منزلهم بلا ساكن.
وسط مخيم عايدة شمال بيت لحم، وليس ببعيد عن جدار الفصل العنصري، كانت تعيش أسرة أبو سرور المكونة من خمسة أفراد، في بيتها المتواضع، قبل أن يفسد الاحتلال ذلك.
منذ سنوات تعيش أسرة أبو سرور حياة حالكة بفعل الانتهاكات الاحتلالية بحقها، من مطاردة أبنائها والاعتقالات المتكررة، وهو ما قادهم الحال المرير إلى أن يجتمعوا في اعتقال واحد لكن في سجون متفرقة.
مأساة الأسرة بدأت في الرابع عشر من شهر آب 2014 عندما تم اعتقال الابن البكر عرفة، والحكم عليه بالسجن (17.5 عام)، ليبدأ سيناريو المعاناة اليومية للأسرة من قبل الاحتلال من خلال دهم المنزل مرارا وتكرارا وممارسة كل أصناف العذابات بحق أفراد الاسرة.
وفي العام 2015 وأثناء توجه ياسمين لزيارة شقيقها عرفة في سجن ايشل، وعلى حاجز الظاهرية اعتقلها الاحتلال بداعي العثور على سكين في حقيبتها وأصدر بحقها السجن لمدة ثلاثة أشهر.
بعدها تجسدت المعاناة الحقيقية للأسرة عندما أصبحوا ممنوعين من زيارة ابنهم في سجون الاحتلال بحجج وهمية.
معاناة الأسرة تواصلت، حين لم يترك الاحتلال ياسمين تعيش حياتها بأمن وأمان، فعاد في السابع عشر من شهر كانون الثاني 2018 لاعتقالها، حيث أمضت ستة أشهر، ليفرج عنها في السادس والعشرين من شهر تموز.
وحسب شهود عيان ومواطنين في المخيم قالوا: إن منزل أسرة أبو سرور أصبح هدفا للمحتل من خلال مداهمته المتكررة، وهددهم أحد ضابط الاحتلال باعتقالهم جميعا وإغلاق منزلهم.
ولم ينج الابن خليل من ملاحقة الاحتلال، فقي ليلة الثاني من تشرين الأول الجاري وأثناء توجهه لمكان عمله في مخبز على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، أوقفته قوة من جيش الاحتلال واعتقلته.
بعدها بخمسة أيام قوة من جيش الاحتلال تداهم منزل أبو سرور وتسلم رب الأسرة بلاغا لمراجعة مخابراتها، وفي اليوم التالي، اعتقل بعد المقابلة على الحاجز العسكري 300 على مدخل بيت لحم الشمالي.
ساعات قليلة كانت تفصل ما بين اعتقال الوالد عبد الرحمن وبقية أفراد أسرته من الزوجة والبنت، لتصبح الأسرة بعدها خلف قضبان سجون الاحتلال.
وقال مدير العلاقات العامة والاعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إن هذا استهداف بشع لهذه العائلة، وهي بمثابة جريمة نكراء يرتكبها الاحتلال بحق الأسيرة ياسمين وكافة أسرتها، مشيرا إلى أن هذا مؤشر واضح على مدى همجية الاحتلال في ملاحقة العائلات الفلسطينية والزج بهم في غياهب السجون دون مبررات، وهو انتقام واضح من هذه العائلة التي يوجد لها أيضا أسيران أمضيا أكثر من (30 عاما) في سجون الاحتلال، هما ناصر ومحمود أبو سرور.
وأكد عبد ربه أن ما جرى بحق أسرة أبو سرور مؤشر على مدى الانحطاط الأخلاقي للمحتل الإسرائيلي.

من جانبه، أشار مدير هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان إلى أن أسرة أبو سرور حالة أولى على مستوى الوطن، تجدها بالكامل في نفس الوقت خلف قضبان المحتل ويغلق منزلها.
أحدث أقدم