جريدة القدس - حديث
القدس/ الكل يُجمع أن قضية شعبنا تمر بمرحلة خطيرة للغاية جراء المؤامرات التصفوية
التي تستهدفها وفي مقدمتها «صفقة القرن» والتي هي كما وصفها الكثيرون «صفعة
القرن»، والتي تم تمرير معظمها رغم الرفض الفلسطيني لها، ولكن هذا الرفض بقي مجرد
بيانات شجب واستنكار ومناشدات ودعوات للعالم لرفضها دون أية خطوات عملية لمواجهتها
وإفشالها في مهدها.
كما
أن الهجمة الاحتلالية ضد شعبنا متواصلة وتستهدفه على كافة المستويات، وفي مقدمتها
القتل دون تمييز بين شاب وفتاة وطفل وشيخ وامرأة وحتى المسعفين وسيارات الإسعاف
وكذلك الصحفيين تم استهدافهم واستشهاد عدد منهم برصاص القوات والقناصة
الإسرائيليين.
وأمس
الأول فقط استشهد بالرصاص الإسرائيلي سبعة مواطنين بينهم أطفال إلى جانب الإصابات
الخطيرة وغيرها، والهدف من ذلك هو التمهيد لتمرير ما تبقى من صفقة القرن المشؤومة
والتي تعمل إدارة الرئيس ترامب بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي على محاولات
إتمامها من خلال عدة طرق ووسائل آخرها التباكي على الأوضاع في قطاع غزة وتحسين
ظروف الحياة للمواطنين، رغم أن من أوصل أهلنا هناك هو الحصار الإسرائيلي المفروض
عليهم منذ حوالي ١١ عاما بدعم من الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي دفاعها عن
حقوق الإنسان، حيث أن حقوق شعبنا لا تعنيها بأي شيء، بل وتتساوق أيضا مع دولة
الاحتلال في محاولات تصفية هذه الحقوق وتحويلها من حقوق سياسية الى حقوق تحسين
ظروف المعيشة.
وعلى
الرغم من إجماع كافة القوى والفصائل والسلطة الوطنية على خطورة المرحلة، وعلى
الرغم من أن إدارة الرئيس ترامب بالتعاون مع دولة الاحتلال والتساوق معها تعملان
ليل نهار من أجل تمرير ما تبقى من صفقة القرن، فإن الوضع الفلسطيني الداخلي على
حاله، بل يزداد سوءا، فالانقسام المدمر والذي هو سبب أساسي في الحالة التي وصلنا
اليها، وكذلك استغلال الاحتلال وإدارة ترامب لها لتمرير صفقة القرن وسواها من
مؤامرات وخطوات تصفوية، متحدّين بذلك المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا، بل يكتفي
ببيانات الشجب والاستنكار، وفي العديد من الحالات يقف مع الاحتلال، خاصة فيما
يتعلق بقانون القومية العنصري والذي يستهدفنا وفي المقدمة شعبنا في الداخل
الفلسطيني.
وكما
علمنا ويعلمنا التاريخ وتجارب الشعوب فإنه في وقت الهجمات ومحاولات تصفية قضايا
الشعوب فإن الخطوة الأولى لمواجهة هذه التحديات والمؤامرات هي وحدة الصف الوطني
الداخلي لكي يتم مواجهة ذلك باستراتيجية عمل موحدة.
فالوحدة
الوطنية هي أساس الانتصار وهزيمة المشاريع والصفقات التصفوية، وبدون ذلك فإن شعبنا
هو الذي سيدفع الثمن غاليا. والتاريخ لن يرحم أحدا وقف ويقف في وجه وحدة الصف
الوطني لمواجهة التحديات، خاصة وأن قضية شعبنا تواجه تحديات خطيرة للغاية. هذا من
جانب، ومن الجانب الآخر فيجب انتهاج سياسة جديدة تحبط خطط الاحتلال الإسرائيلي
والولايات المتحدة لإفشال مسيرة السلام، ورفضهما للرؤية الدولية بإنهاء الصراع من
خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل ودائم
وتعويض اللاجئين الفلسطينيين.
والخيار
الآخر هو مواصلة مسيرة النضال الشعبي السلمي لحين تحقيق كامل أهداف شعبنا في
الحرية والاستقلال.
فالمرحلة
خطيرة، وعلى الكل تحمل مسؤولياته وليس فقط المجتمع الدولي، الذي هو الآخر يتحمل
مسؤولية كبرى.