جريدة
القدس - حديث القدس/ أقدم مستوطنون مجددا على ارتكاب جرائم في كل من حوارة وعصيرة
الشمالية، وبيت اكسا، شمال غرب القدس، حيث خطوا شعارات عنصرية وأعطبوا إطارات
السيارات، كما حاولوا احراق مسجد وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه وهي حلقة من
سلسلة طويلة من الجرائم يواصل المستوطنون في الأراضي المحتلة ارتكابها ضد المدنيين
العزل وممتلكاتهم تحت سمع وبصر قوات الاحتلال التي لا تحرك ساكنا لوقف أو منع مثل
هذه الجرائم أو تقديم مرتكبيها للمحاكمة، وهو ما يدفع إلى التساؤل : إلى متى
ستتواصل هذه الجرائم ضد المدنيين العزل والتي راح ضحيتها على مدى السنوات الماضية
الكثير من الشهداء والجرحى وتسببت بأضرار مادية جسيمة للمواطنين في ممتلكاتهم
وحقولهم؟
والسؤال
الأهم هو أين البيت الأبيض الذي يسارع في استنكار أية مقاومة للاحتلال ومستوطنيه،
أين هو من كل هذه الجرائم؟ ولماذا تصمت واشنطن وبعض العواصم الغربية إزاء هذه
الجرائم بينما تقيم الدنيا ولا تقعدها مع إسرائيل إذا ما تعرض مستوطنون لإصابات أو
أضرار؟
ما
يحدث فعليا على الأرض هو إرهاب منظم يمارسه المستوطنون بتشجيع وحماية الائتلاف
اليميني الحاكم في إسرائيل ضمن مخطط بعيد المدى يستهدف أولا إخماد روح المقاومة
لدى أبناء شعبنا، كما يستهدف دفع الفلسطينيين لترك أراضيهم وحقولهم أو حتى تهجيرهم
منها لصالح تمرير المخططات الاستيطانية، عدا عن محاولة إلحاق أكبر قدر من الأذى
بالفلسطينيين معتقدين أو واهمين أن ذلك قد يكسر إرادتهم وينال من عزيمتهم وإصرارهم
على مواصلة النضال للتحرر من هذا الاحتلال البشع ومستوطنيه.
إن
ما يجب أن يقال هنا إن مثل هذه الجرائم تشكل أولا وصمة عار في جبين إسرائيل التي
تتشدق دوما بأنها دولة تشارك الغرب قيمه ومبادئه في الحرية والعدالة والديمقراطية،
بينما تمارس هي ومستوطنوها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي.
كما
ن استمرار واشنطن وبعض العواصم الغربية غض الطرف عن هذه الجرائم يشكل أيضا وصمة
عار في جبين هذه العواصم التي خانت مبادئ العدل والحرية وحقوق الإنسان خدمة
لمصالحها الاستعمارية معتقدة أن جبروت الاحتلال وإرهاب مستوطنيه قادر على كسر
إرادة شعبنا والشعوب العربية، وضامن للهيمنة الاستعمارية على المنطقة.
إلا
أن ما يجب أن يقال هنا أيضا لعصابات المستوطنين تلك ولحكومتهم المتطرفة وحليفتها
الإدارة الأميركية ولكل من يصمت أو يراقب أو يغض الطرف في العواصم العربية إن
عليهم دراسة تاريخ شعبنا ونضاله العادل على مدى عقود كي يدركوا أن مثل هذه
الأساليب الاستعمارية الوحشية القديمة الجديدة لم ولن ترهب شعبنا المتجذر في أرض
وطنه والمصرّ على حريته واستقلاله، وإن من الأجدر بكل من يحمي ويشجع على ارتكاب
مثل هذه الجرائم أو يتغاضى عنها أن ينظر إلى نفسه في المرآة ليدرك مدى التدني
الأخلاقي الذي وصل إليه، وليدرك انه لا ينتمي إلى الإنسانية وحضارة بني البشر ولا
إلى الديانات السماوية السمحة التي تحرم وتشجب وتدين مثل هذه الجرائم.
وأخيرا
فقد حان الوقت لموقف فلسطيني عربي إسلامي جاد يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته
إزاء ما يتواصل ارتكابه من جرائم بحق أبناء شعبنا العزل، وهي الجرائم التي تتحمل
مسؤوليتها حكومة الاحتلال وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة التي تدعم الاحتلال
وتسلحه وتموله.