وفا
- أمير مراد طقاطقة (15 عاما)، ومحمد علي طقاطقة (18 عاما) شاهدان على انتهاك
الاحتلال لأبسط حقوق الأطفال في العيش بأمان الطفلان اللذان كانا قد اعتقلا
الأسبوع الماضي، من منزلي عائلتيهما في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، يرويان لـ"وفا"
الضغوط النفسية التي مورست بحقهما خلال أسرهما في معتقل "عتصيون".
لم
تشفع مناشدة والد أمير بعدم اعتقاله، كونه أجرى عملية جراحية في قدمه قبل ساعات،
ولكن قوات الاحتلال اعتقلته رغم الألم الشديد الذي كان يعانيه، وبعد يومين من
اعتقاله بات لا يجرؤ على زيارة أقاربه لوحده.
يقول
والده لـ"وفا": بعد إطلاق سراحه، نحاول أن نهدئ من خوفه، فعندما جاء
جنود الاحتلال لاعتقاله تصرفوا بوحشية، ولم يبقوا أي شيء في مكانه، وقلبوا البيت
رأسا على عقب، ما أثار الرعب في نفوس أبنائي، وأكثرهم مراد.
وأضاف
أن الحالة النفسية لأمير متعبة حتى أنه بات لا يجرؤ على زيارة أقاربه لوحده.
يذكر
ان سلطات الاحتلال أفرجت عنه بغرامة مالية قدرها 500 شيقل، على أن يتم تحديد موعد
لمحاكمته في شهر أيار المقبل للعام 2019.
وحالة
طقاطقة واحدة من عشرات بل مئات الحالات من الأطفال الذين يعانون ويلات الاحتلال،
من خلال الاقتحامات المتكررة، والاعتقالات اليومية في بلدة بيت فجار.
الفتى
المريض بالفشل الكلوي محمد علي طقاطقة أفرج عنه بعد أربعة أيام من اعتقاله، وذلك
بعد تدخل مؤسسات دولية وإنسانية، وهو في وضع صحي صعب.
ويسرد
الأسير المحرر الفتى طقاطقة لمراسلتنا ما جرى معه، بالقول: تعامل جنود الاحتلال
معي بقسوة، فلم يهتموا بوضعي الصحي، وأبقوني ساعات طويلة في اليوم الأول من
الاعتقال في البوسطة، مقيد اليدين، والقدمين بلا طعام، على الرغم من ضرورة عمل غسل
الكلى في ذلك اليوم.
ويقول
والده: الاحتلال لا يكترث بأي فلسطيني، سواء كان طفلا، أو مريضا، وخلال الأربعة
أيام التي اعتقل فيها محمد كانت العائلة بأكملها على أعصابها، فتغيبه عن غسيل
الكلى ولو ليوم واحد يحبس السوائل في جسمه، وتتنفخ كافة أعضائه، الأمر الذي يشكل
خطورة على حياته".
من
جانبه، قال مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان
لــــــــــــــ"وفا"، إنه جرى اعتقال 10 أطفال دون 18 عاما خلال الشهر
الجاري، أحدهم أجريت له عملية جراحية وبعد خروجه من المستشفى تم اعتقاله بشكل
مباشر، وآخر يعاني من فشل كلوي، وتم الافراج عنه، بعد تدخل العديد من المؤسسات
الدولية (يقصد محمد طقاطقة).
وأضاف
أبو عطوان: ما زال الاحتلال يستهدف الأطفال في منطقة بيت فجار، سواء بالاعتقال أو
القتل، أو الإصابة، فقد تم اعتقال 5 فتية خلال اليومين الماضيين أعمارهم أقل من 16
عاما.
وأشار
إلى الاحتلال يستهدف الفتية من خلال عمليات الاعتقال، ليزرع داخلهم الخوف والرعب،
مؤكدا أن التجربة الفلسطينية أثبتت فشل هذه الممارسات الصهيونية، خاصة أن مئات
الآلاف من عمليات اعتقال الأطفال عبر عقود طويلة، وعلى الرغم من ذلك فإنهم يخرجون
من السجن قادرين على أن يقودوا عمليات التغيير في المجتمع الفلسطيني، من خلال
إعادة تأهيلهم، ودمجهم في المجتمع، ليكونوا فاعلين أسوة بغيرهم.
من
جانبه، قال مدير دائرة برنامج المساءلة للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد
أبو اقطيش أن كل الأطفال الذين يتم اعتقالهم يمارس بحقهم التعذيب، وإساءة المعاملة،
خلال التحقيق، أو نقلهم من مراكز التحقيق، وأن هدفها الأساسي الحصول على اعترافات
بالإكراه من الأطفال وهي تشكل دليل الإدانة الأساسي أمام المحاكم العسكرية
الإسرائيلية والتي تغيب فيها معايير المحاكمة العادلة حيث يتم إدانه هؤلاء الأطفال
باعترافات تم الحصول عليها بالإكراه.
وأفاد
أبو اقطيش بأن الاحتلال يعتقل سنويا 500 حتى 700 طفل، وفي آخر احصائية في شهر
اكتوبر الماضي بلغ عدد الأطفال الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال 220 طفلا.
بدورها
أكدت الإخصائية النفسية في هيئة شؤون الأسرى ماجدة الأزرق أن الاحتلال لا يولي خصوصية
لاعتقال الأطفال الفلسطينيين ويحتجزهم في معتقلات وليس في مراكز توقيف خاصة
بالأطفال ضاربا بعرض الحائط المواثيق والأعراف الدولية كافة.
وأضافت
أن من أهم المشاكل التي يعاني منها الأسرى المحررون الأطفال فقدان أو زيادة
النشاط، شعورهم بفقدان المكانة الاجتماعية في بعض الأحيان، والاغتراب عن المجتمع،
والعناد والشعور بالقلق وصعوبة في النوم، وتغير في المزاج.
وأشارت
الأزرق إلى أنه يتم تشخيص الحالات وتحويلها إلى شبكة حماية الطفولة، والذين بدورهم
يؤهلون الأطفال من خلال برامج معدة لهم خصيصا، ويتم التعامل مع 6-7 أسرى أطفال
شهريا.