Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ صادف السادس من الشهر الجاري مرور عام على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب المشؤوم اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والذي الحقه بعدة قرارات ضد شعبنا الفلسطيني في محاولة بائسة منه لتصفية قضية شعبنا.
فمنذ هذا القرار الذي يتعارض مع القوانين والقرارات الدولية وحتى مع سياسة الحكومات الاميركية المتعاقبة، اخذت سلطات الاحتلال الاسرائيلي باتخاذ المزيد من الاجراءات والانتهاكات ضد المقدسيين بصورة عامة وضد شعبنا في الاراضي المحتلة وفي الداخل الفلسطيني.
فقد زادت الهجمات الاحتلالية على القدس والمقدسيين وخاصة المقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة، في محاولة منها هي الاخرى للحيلولة دون اي وجود للسلطة الفلسطينية في القدس، كما عملت وتعمل على تزوير الحقائق التاريخية التي تؤكد فلسطينية وعروبة واسلامية المدينة المقدسة.
ولم يكتف الرئيس ترامب وادارته المتصهينة على هذا الاعتراف المشؤوم بل الحقته بحوالي ١١ قرارا تؤكد جميعها على العداء السافر لشعبنا وقضيته وحقوقه الوطنية الثابتة المعترف بها دوليا، وفي نفس الوقت الانحياز العلني والمطلق لدولة الاحتلال في حين تدعي هذه الادارة انها مع الديمقراطية وحقوق الانسان وما الى ذلك من ادعاءات يثبت الواقع انها مزعومة بل مناقضة تماما لسياستها خاصة تجاه شعبنا.
وقد استغلت دولة الاحتلال هذا الدعم المطلق وغير المحدود لها من ادارة الرئيس ترامب، لتزيد من استيطانها ليس فقط في القدس، بل وفي كافة ارجاء الضفة الغربية المحتلة خاصة في مناطق «ج» وشهدنا ونشهد حاليا العديد من وزراء الحكومة الاسرائيلية العنصرية والاكثر يمينية وتطرفا يطالبون بضم بقية الضفة لدولة الاحتلال.
كما زادت دولة الاحتلال من اجراءاتها القمعية بحق شعبنا في المدينة المقدسة وفي بقية الاراضي المحتلة، وقضت على حل الدولتين لشعبين وفق الرؤية الدولية، بما في ذلك الادارات الاميركية السابقة.
وقد جاء الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي الرافض لهذه القرارات الاميركية والممارسات الاسرائيلية لتؤكد من جديد ان هذه القرارات مهما كانت عدائية لشعبنا، لن تثنيه على مواصلة النضال الوطني السلمي من اجل تحقيق كامل اهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين.
وعلى الرئيس ترامب وادارته المتصهينة وكذلك دولة الاحتلال ان يراجعوا التاريخ، فقد مرت القضية الفلسطينية بمراحل كثيرة من المؤامرات ومحاولات التصفية إلا ان نضالات شعبنا استطاعت ان تفشل هذه المؤامرات وتضع القضية الفلسطينية على الخارجية السياسية للعالم.
والمؤامرات الاميركية والاسرائيلية الراهنة سيكون مصيرها كمصير المؤامرات السابقة، ولن يخضع شعبنا ولن يستسلم امام هذه التحديات التي تستهدفه وقضيته الوطنية.
فشعبنا الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية وحقوقه الثابتة لن يعجز على مواجهة هذه التحديات الجديدة، وسيكون مصيرها الفشل الذريع.

صحيح ان الظروف الحالية شبه مجانبة لشعبنا وقضيته، إلا ان هذه الظروف لن تستمر مهما طالت وستتغير، مادامت الحياة في تغير مستمر، وعندها فان جميع القرارات المعادية سيكون مصيرها مزبلة التاريخ.
أحدث أقدم