عندما
طُرد سكان منطقة "ابزيق"، في الشمال الشرقي لمدينة طوباس، من منازلهم
قبل يومين؛ بحجة وجود تدريبات عسكرية في المنطقة، ظلت الأراضي المزروعة، والرعوية،
ومنشآت المواطنين، مكانها.
وهذه
التدريبات العسكرية، واحدة من بين تدريبات يجريها الاحتلال في المناطق المفتوحة من
الأغوار الشمالية، بشكل متكرر وسنوي.
وقبل
هذه التدريبات التي بدأت أولى جولاتها في السادس عشر من هذا الشهر، بيومين، أخطرت
قوات الاحتلال 14 عائلة فلسطينية تسكن منطقة ابزيق، بالطرد من منازلهم؛ بحجة
التدريبات العسكرية.
ويرى
متخصصون بالشأن الاحتلالي بأن هذه التدريبات واحدة من أكبر تدريبات، تجريها قوات
الاحتلال في الاغوار، حيث تشارك فيها ترسانة عسكرية ضخمة.
وكان
ما خلفته جنازير الدبابات تأكيدا على ذلك.
وفي
كل المرات التي يجري فيها الاحتلال التدريبات العسكرية، تكون الأراضي المفتوحة هي
الهدف الأول.
فبحركة
متموجة تقوم بها الآلية الثقيلة أثناء تنقلها، وهي التي تزن عشرات الأطنان، تعتبر
الأرض المزروعة التي تحتها بعد أن داستها "ميتة".
وفي
العادة، وإن لم تكن هذه الأراضي ضمن مخططات السكان لزراعتها بالمحاصيل الحقلية،
فإنها مراعٍ مفتوحة لمواشيهم.
ويقول
نمر حروب، أحد سكان خربة ابزيق الذين
اجبروا على اخلاء منازلهم بسبب هذه التدريبات: "لقد دمروا خلال هذه
التدريبات مساحات من الأراضي المزروعة،
والرعوية".
ويضيف:
"تفاجأنا عند عودتنا من حجم الدمار، بسبب آليات الاحتلال ودباباتهم".
وفي
الفترة الماضية، التي شهدت نشاطا مطريا جيدا، بدأ المواطنون باستغلال الأراضي
المسطحة، لزراعتها بالمحاصيل الحقلية، في عمل سنوي، إلا أن التدريبات العسكرية
التي تنشط في فصل الشتاء، تلحق خسائر كبيرة بمواطنين يعتمدون بشكل أساسي على تربية
الماشية في مناطق الأغوار الشمالية.
ويتابع
حروب: "هذه الأرض التي داستها الجنازير انتهت صلاحيتها(..) ولا يمكن
الاستفادة منها، فقد دمروا الكثير".
ويقول
رئيس مجلس قروي ابزيق عبد المجيد خضيرات: "تتراوح المساحة السهلية المزروعة
في المنطقة بين 1200-1300 دونم".
وبعد
يوم واحد فقط، من عودة سكان ابزيق لمساكنهم حسب ما هو مقرر لهم في الإخطار المسلم
لهم، وضع الاحتلال عشرات الآليات المجنزرة
في قطعة أرض زراعية بين مدخلي قريتي العقبة، وتياسير، شرق طوباس، وهي
امتداد جغرافي لخربة ابزيق، لكن هذه المرة دون اخطار.
ويقول
زاهي أحمد أبو علي، وهو أحد زارعي الأرض التي وضع الاحتلال فيها آلياته شرق
تياسير: " خرج الزرع من الأرض.. لقد دمروها".
ويضيف:
" عندما تتحرك الآليات لا تبقي ولا تذر شيئا تحتها إلا دمرته".
فقبل
شهر من اليوم زرع أبو علي أرضا مساحتها تقريبا عشر دونمات بالبازيلاء، والقمح.
يقول استبشرنا خيرا بالموسم الحالي، لكن الاحتلال قتل فرحتنا.
يوم
أمس الاثنين، خلال أقل من نصف ساعة، تجولت مركبتان عسكريتان، حول الآليات
المتراصة، في قطعة الأرض المزروعة، بشكل يشي بكل وضوح عدم اكتراثهم لها بأنها
مزروعة.
ويمكن
القول بأن أجزاء من الأراضي التي لا تدوسها جنازير الدبابات يمكن أن يكمل الزرع
رحلة نموه، لكن كان الوضع مختلفا، في
الأراض التي ربضت فيها الآليات الثقيلة يوم أمس، بالقرب من تياسير، فالمنظر العام
الذي لوحظ كان أن الدبابات متراصة جنبا إلى جنب.
قال
أبو علي: " سأحاول حراثتها مجددا وزراعتها إن نجحت في ذلك".
عموما،
في الأيام القادمة، سيعيد الاحتلال التدريبات العسكرية على الأقل في منطقة ابزيق،
كما كُتب في الاخطار، ويظل المواطنون في خشية من أن تدمر مساحات اضافية من
الأراضي.