Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ حذرنا أكثر من مرة بان القدس في خطر وان المسجد الأقصى وان على الأمتين العربية والإسلامية التحرك العاجل من أجل إنفاذ أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، بسبب الحفريات التي جرت وتجري اسفله تمهيدا لهدمه واقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وامس وامس الأول تمادت سلطات الاحتلال في اجراءاتها التي تستهدف باب الرحمة والساحة التي أمامه، فبعد اغلاقه منذ عام ٢٠٠٣، وتجديد هذا الاغلاق بين فترة واخرى ووضع حراسة عليه من قبل شرطة الاحتلال قامت امس الأول بوضع أقفال جديدة على الباب، مما أثار أهالي المدينة والمؤسسات الدينية وكل مؤسسات المدنية،وادت ردة الفعل الى ما شاهدناه امس من مواجهات واعتقال قوات الاحتلال لعدد من المواطنين.
وما هو من وراء هذا التصعيد الاسرائيلي الجديد هو الإعداد لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا بعد ان قسمته زمانيا، من خلال اغلاقه أمام المسلمين لساعات في النهار والسماح للمستوطنين بالدخول إليه خلال هذه الساعات واقامتهم صلوات تلمودية في باحاته.
وتحاول سلطات الاحتلال اقامة كنيس يهودي في ساحة باب الرحمة، ليتم بذلك تقسيم الحرم الشريف مكانيا، وهي استخدمت ونستخدم بذلك سياسة الخطوة خطوة، وتستغل الظروف وتعمل على تهيئتها لتنفيذ هذا المخطط.
ومنذ اغلاق إدارة ترامب المتصهينة بالقدس عاصمة لدول الاحتلال وقيامها بنقل السفارة الاميركية اليها، وسلطات الاحتلال الاسرائيلي تسارع الزمن من اجمل استكمال تهويد القدس، وتقسيم المسجد الأقصى وصولا في نهاية الأمر الى هدمه واقامة الهيكل المزعوم مكانة كما ذكرت في السابق وفي اكثر من مرة.
ان المطلوب من الأمتين العربية والاسلامية الوقوف وقفة جادة أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى خاصة والقدس بصورة عامة، فالمسجد الأقصى هو مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو جزء من عقيدتهم. من الوجب عليهم حمايته وليس السكوت على ما تقوم به دولة الاحتلال، بل وتساوق البعض معها والادعاء بانها دولة موجودة في الشرق الاوسط.
إن ما يمارسه الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني وارضه ومقدساته، والذي هو جزء من الأمتين العربية والاسلامية. يستدعي من جميع الدول العربية والاسلامية، مناصرته ليس بالاقوال بل بالافعال والدفاع عن القدس التي هي ارض وقف اسلامي، وعن الأقصى المبارك.
ان التساوق مع الاحتلال الاسرائيلي ومع إدارة الرئيس ترامب لا يمكنهما ان يؤديا، إلا الى التفريط ليس فقط بالحقوق الفلسطينية وانما ايضا بالحقوق العربية والاسلامية، وبالتالي فان التاريخ لن يرحم من تساوق وفرط بحقوق العرب والمسلمين، خاصة وان المسجد الأقصى هو خاص بالمسلمين وحدهم ولا يحق لاحد سواهم العبث به وتقسيمه أو هدمه تحت ادعاءات لا أساس لها.
إن الاجراءات الاحتلالية في القدس عامة وفي الأقصى خاصة سنقود لاحقا الى حرب دينية لا تحمد عقباها، ولا تعرف نتائجها التدميرية، وعلى الفلسطينيين رص الصفوف وإعادة الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات القادمة وكذلك الراهنة والتي تؤثر نحو مخاطر تصفية القضية الفلسطينية.
ان رفض المخططات التصفوية لم يعد كافيا، وان السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات والمخاطر هو استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام المدمر.

فالقدس في خطر والأقصى في خطر والقضية الفلسطينية في خطر فهل من مجيب للدفاع عنها جميعا؟
أحدث أقدم