جريدة
القدس - حديث القدس/ انعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب والاوروبيين في بروكسل
وهو الخامس من نوعه، ومن المقرر عقد قمة عربية اوروبية في ٢٤ الجاري بالقاهرة،
ويزور بلادنا رئيس جمهورية النمسا وقبله زارتنا رئيسة مالطا.
والعلاقات
العربية الاوروبية بصورة عامة متوازنة، وفيها تفاهم وتوافق على كثير من القضايا
وتقف عدة منظمات اوروبية وقفة واضحة مع قضيتنا ويعلنون مقاطعة كل منتجات
المستوطنات. وغالبية الدول الاوروبية إن لم يكن كلها، مع حل الدولتين وإزالة
المستوطنات وضد سياسة التوسع الإسرائيلية، وهذا كله يعني الوقوف ضد السياسة
الأميركية العمياء المنحازة لإسرائيل.
وقد
اكد الرئيس النمساوي انه ضد السياسة الاميركية بالنسبة للقدس وقطع المساعدات
المالية وإغلاق مؤسسات وكالة الغوث.
إن
للاتحاد الاوروبي دورا اكبر من هذا بالتأكيد، خاصة في ما يتعلق بنا وبقضيتنا لان
العلاقات التجارية والاقتصادية الاوروبية العربية كبيرة للغاية وبالغة الأهمية،
وتستطيع اوروبا أن تضغط اكثر لإيجاد حل فلسطيني إسرائيلي لان استمرار النزاع وسط
هذه الأبواب التي تغلقها الممارسات الاسرائيلية سيؤدي الى مزيد من التوتر والحروب
وإراقة الدماء سواء طال الزمان أو قصر وعلى اوروبا ان تدرك ذلك وهي التي تحاول
إيجاد حلول للنزاعات الحالية في اليمن أو ليبيا أو العراق وسوريا وغير ذلك.
وإذا
كان التأثير اليهودي يسيطر على البيت الأبيض فانه لا يسيطر، ويجب ألا يسيطر، على
الاتحاد الاوروبي، ولا بد ان تعمل اوروبا كقوة استراتيجية مؤثرة بالسياسة العالمية
وفق مصالحها ومفاهيمها، وكما هي تفعل اليوم بالتعامل التجاري مع ايران رغم
المقاطعة الاميركية، عليها أن تتصرف بالشرق الأوسط !!
بعد
زيارة البابا التاريخية بانتظار ترجمة الأقوال لأفعال
قام
البابا فرنسيس الذي يمثل نحو ١،٢ مليار مسيحي كاثوليكي بزيارة دولة الإمارات
العربية بدعوة رسمية وهي الأولى من نوعها التي تستضيف فيها دولة في شبه الجزيرة
العربية هذا الرمز المسيحي الكبير، وقد لقيت الزيارة اهتماما كبيرا وترحيبا واسعا
وبمشاركة المئات من الشخصيات الدينية والسياسية وبالمقدمة شيخ الأزهر الدكتور احمد
الطيب.
وعقد
في الإمارات مؤتمر دولي للتسامح ورفض العنف والتطرف وألقيت كلمات من البابا وغيره
دعت الى المحبة والتعاون وتقبل الاخر واحترامه كما كثرت التعليقات من مختلف الجهات
التي تعتبر الزيارة حدثا تاريخيا ويجب أن تكون نقطة تحول في العقليات والمفاهيم
الظلامية التي عانى وما يزال يعاني منها العالم العربي والعالم بصورة عامة.
لقد
كان كل ما قيل إيجابيا وإنسانيا ومطلبا بشريا واسعا، ولكن المهم هو ترجمة كل هذه
الأقوال والمواقف الى أعمال وسبل حياة وتعايش مشترك، وهذه قصة تستوجب جهدا كبيرا
في مختلف سبل التفكير والتعليم وغيرهما.