Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ برأت المحكمة المركزية الاسرائيلية في اللد اثنين من المستوطنين اللذين أقدما على حرق كنيسة «نياحة العذراء» بالقدس عام ٢٠١٦ ورغم اعترافهما بالتهم فقد تم إلغاء المحاكمة بدعوى أن ذلك تم انتزاعه بالقوة من قبل «الشاباك». وأحد هذين المعتديين هو ينون رؤوفيني الذي قام بإحراق كنيسة الطابغة على شاطىء بحيرة طبريا في عام٢٠١٥، أي انه يقدم على حرق كنيسة،على الأقل، في كل عام.
وحتى يكون الكلام في منتهى الصدق والموضوعية، فان وزارة الأمن الداخلي الاسرائيلية أكدت في بيان لها انه منذ العام ٢٠٠٩ تم الاعتداء على اكثر من خمسين كنيسة وتم التحقيق في حالتين فقط وقد تم اعتقال ١٧ متهما ولكن أفرجت الشرطة عنهم لاحقا.
والاعتداءات على دور العبادة الإسلامية والمسيحية جرائم لا تتوقف، وما يحدث في الحرم القدسي هذه الأيام هو اكبر شاهد على ذلك، وبالطبع لا يمكن نسيان حرق المسجد الأقصى في عام١٩٦٩ وكذلك مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام١٩٩٤ ، وفي وقت لاحق تكريم ذكرى المجرم الذي ارتكبها وإقامة نصب تذكاري له.
وهناك فتاوى من حاخامات متشددين تبرر او تدعو إلى جرائم كهذه، ومن اشهر هؤلاء موشيه بن ميمون الذي عاش في القرن الثامن عشر وله اتباع ومؤيدون حتى اليوم في إسرائيل وخارجها، وقد دعا إلى حرق الكنائس بكل صراحة ووضوح.
والاعتداءات هذه لا تطال المواقع فقط وإنما الشيوخ ورجال الدين أيضا، وكذلك الاستفزازات المنفرة وقد رأينا واحدا منهم يدخل مصلى باب الرحمة بحذائه وبيده كأس خمر، كما رأينا قسوة الاعتداء على النساء في ساحات الحرم القدسي، واعتقال او أبعاد مسؤولي الأوقاف ورعاية المسجد، ومنع بعضهم من التواجد في داخل الحرم فترات طويلة.
إن التغاضي عن هذه الجرائم وعدم إصدار أحكام ضد القائمين بها، تعتبر اكبر تشجيع لهم ودعم لممارساتهم الإجرامية، مما يشكل خطرا قادما على دور العبادة بشكل دائم. وهذا السكوت هو نفسه نوع من الجريمة التي لا تجد من يحاسب عليها او يعمل على إيقافها.
إن مقدساتنا ودور العبادة تواجه قضية خطيرة، ونحن كشعب نقف بكل قوة وتصميم للتصدي لهذه الجرائم والممارسات، وقد رأينا كيف وقف الشباب من مختلف الأعمار والأطياف لحماية الأقصى وباب الرحمة الذي تتصاعد قضيته. كما ان هذه الاعتداءات والسكوت عليها ستؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وغياب كل احتمالات السلام، وهذا ليس من مصلحة أي طرف، وإذا كان جنون القوة الإسرائيلي يعمى أبصارهم عن إدراك ذلك فانهم مع الأيام سيصحون وسيدركون الدرك الذي ساروا عليه وتداعياته الكبيرة.
أحدث أقدم