Adbox

وفا- ما ان يستفيق أهالي بلدة كوبر من صدمة إعدام واحد من أبنائهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا وتأتيهم صدمة أخرى بهدم منزل أو تسليم إخطار بهدمه، أو باجتياح للبلدة وترويع أطفالها وحرمانهم من نوم هادئ أو حلم سعيد، وهي أعمال انتقامية تنفذها قوات الاحتلال بحق البلدة الواقعة شمال غرب مدينة رام الله.
ولم يتوقف الأمر هنا، بل إن قوات الاحتلال وفي سياق العقوبات الجماعية التي تفرضها على المواطنين، وفي خطوة انتقامية جديدة من أهالي البلدة، جرفت قوات الاحتلال صباح أمس الاثنين، شارعاً زراعياً يقع غرب البلدة، شق قبل أكثر من 20 عاما، يخدم 4 آلاف دونم زراعي.
أفاق الأهالي على هدير جرافات وآليات عسكرية إسرائيلية تجرف الشارع الزراعي الذي يصل طوله لــ2200 متر، والذي أعيد تعبيده قبل أكثر من عام، بتكلفة وصلت إلى 280 ألف شيقل، تبرعت جهات مانحة بمبلغ 150 ألف شيقل منها، والباقي من صندوق البلدية.
أغلق الاحتلال معظم طرق الضفة الغربية في بداية انتفاضة الأقصى، وبات الوصول إلى مراكز المدن صعباً جداً وبظروف يحكمها الخطر وبطرق وعرة، وهذه الطريق الزراعية المستحدثة أصبحت منفذاً لبعض القرى، خاصة قرية بيتللو المجاورة لكوبر والمناطق الغربية منها.
بلدية كوبر قررت تعبيد هذا الشارع من جديد، حيث جندت أموالا لدعم المشروع من أجل التسهيل على المواطنين للوصول لأراضيهم الزراعية، والتي تبلغ مساحتها في محيط ذلك الشارع نحو 4 آلاف دونم.
رئيس البلدية عزت بدوان قال إن 1500 متر من هذا الشارع تقع في مناطق "ج"، و700 متر في مناطق "ب"، وإن جرافات الاحتلال دمرت الطريق الواقعة في منطقة "ج" كاملة.
"رغم أن الاحتلال لم يعترض مطلقاً على مشروع الشارع غداة تعبيده قبل أكثر من عام، ورغم أنه لم تخطر البلدية بنية التدمير، إلا أن الاحتلال دون سابق إنذار جرف الشارع، وأصبح لا يمكن للمواطنين أن يسلكوه من أجل الوصول إلى أراضيهم"، يضيف بدوان.
ولن تسعى بلدية كوبر لتقديم أي اعتراض للمحاكم الاسرائيلية على تخريب الشارع، لأن التجربة مع هذا الاحتلال خير دليل، فمحاكم الاحتلال وفق بداون لا يمكنها أن تدين أو ترد جريمة اقترفها الجيش أو أي جهة إسرائيلية أخرى، وهي شريكة في جرائم الاحتلال في الغالب.
ويرى رئيس بلدية كوبر أن الانتقام فقط من أهالي البلدة هو السبب الأول والرئيسي لتخريب الشارع، لأنها في مواجهة مستمرة مع الاحتلال منذ أكثر من عامين، حيث استشهد منها شابان، واعتقل عدد من الشبان، وهدمت فيها ثلاثة منازل، وفيها منزل رابع مهدد بالهدم.
ووفق دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية فإن سلطات الاحتلال دمرت وصادرت ممتلكات فلسطينية خلال الشهر الماضي 59 مرة، وفي شهر كانون ثاني/ يناير 54 مرة، و82 مرة في كانون أول/ ديسمبر العام الماضي.
أحدث أقدم