Adbox

في الذكرى الـ 29 لانطلاقة (فدا)

تأتي الذكرى التاسعة والعشرون لانطلاقة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) في ظل ظروف سياسية بالغة التعقيد، وباتت التطورات السياسية تنذر بمخاطر حقيقية لتصفية حقوق شعبنا الوطنية، حيث تفصلنا أسابيع قليلة عن الإعلان الرسمي عن ما سمي بصفقة القرن، والتي بدء بترجمتها عملياً عبر الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ومحاولة شطب قضية اللاجئين (حق العودة) وازدياد وتيرة الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس، ومواصلة الحصار والعدوان على غزة، وقرصنة أموال المقاصة مؤخراً، وعليه فلا خيار أمام شعبنا وقواه السياسية والمجتمعية، لمواجهة جادة للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الهادفة لشطب حقوقنا الوطنية، إلا بإنهاء الانقسام واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وترجمة قرارات المجلس المركزي الفلسطيني وخاصة ما يتعلق بوقف التنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي، والعمل على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني عبر التمثيل النسبي الكامل، وهو ما يتطلب تشكيل حكومة فلسطينية متوافق عليها.
وتأتي هذه الذكرى، بعد شهرين من الإعلان عن انطلاقة التجمع الديمقراطي الفلسطيني، والذي كان (فدا) أحد مؤسسيه إلى جانب الرفاق في القوى الديمقراطية والشخصيات المستقلة، فإننا نؤكد جهوزية حزبنا الدائمة لإنجاح هذا التجمع وتعزيز دوره الوطني والاجتماعي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، والتقدم ببرنامج التحرر الوطني والاجتماعي، والمشاركة الفاعلة في صنع القرار الوطني والديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وتتزامن هذه الذكرى، ونحن نحتفل مع نساء العالم بعد أيام قليلة بيوم المرأة العالمي " الثامن من آذار " لنجدد العهد على مواصلة الكفاح من أجل حق المرأة الفلسطينية، الشريكة الأساسية في النضال التحرري، من أجل حقها في المساواة وضمان حقوقها السياسية والاجتماعية، وتعزيز مكانتها القيادية التي تستحقها في النظام السياسي الفلسطيني وفي هيئات الحزب القيادية، دون تمييز على أساس النوع الاجتماعي.
وبمناسبة يوم الأرض الخالد الذي يأتي بعد أسابيع قليلة (الثلاثين من آذار) نجدد العهد لشهداء الأرض على مواصلة الكفاح حتى دحر الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية على كامل أراضي الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية، وتأمين حق اللاجئين وفق القرار الأممي 194، لذلك نعتبر أن المهمة المركزية اليوم هي في تمكين شعبنا وتعزيز صموده على أرضه، وكيف يكون الوطن جاذباً لأبنائه وليس طارداً لهم، والعمل على تطوير وسائل وأساليب المقاومة الشعبية دفاعاً عن أرضنا في مواجهة التغول الاستيطاني في الضفة وتهويد القدس.
وإذ نحيي في يوم الأرض الخالد كل الشهداء الذين سقطوا على درب الدفاع عن الأرض المقدسة، فإننا نستذكر مرور عام على مسيرات العودة وكسر الحصار في غزة الذي يصادف نهاية هذا الشهر مرور عام كامل على فعالياتها المتواصلة، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على طابعها الشعبي والسلمي، دون الإنجرار إلى ردود فعل عسكرية، خاصة في ظل حمى الانتخابات الإسرائيلية، والذي عادةً ما يكون استباحة الدم الفلسطيني، جزءاً من البازار الانتخابي، والتي قد تجلب حرباً طاحنة على غزة، تكلفنا أثماناً باهضة بنتائجها السياسية والتدميرية، ولهذا من الضروري أهمية أن تتوقف الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أمام حصاد عام كامل من الكفاح الشعبي والتضحيات الجسيمة لتقييم موضوعي وجريء لهذا الفعل الشعبي بإيجابياته وسلبياته والخروج باستخلاصات ، بما يعزز الروح الكفاحية لشعبنا وتطوير أدواته ليس فقط في غزة ولكن في الضفة والقدس وكل أماكن الهجرة والشتات.
إن (فدا) وهو يعبر عاماً جديداً من اللنضال، فإنه يعتبر هذه الذكرى محطة واجبة التوقف، لتقييم عام مضى، والتطلع نحو مستقبل أفضل للأداء على كل الصعد الوطنية والاجتماعية، مستفيدين من تجاربنا الماضية، وخاصة في العلاقة مع الجمهور المحلي، والاستماع إلى همومه وآلامه وتطلعاته المحقة وخاصة قطاع الشباب والمرأة والفقراء والمهمشين، والعمل معهم وإشراكهم في الدفاع عن حقوقهم ليس فقط الوطنية ولكن الحياتية.
وفي هذا الإطار فقد قرر المكتب السياسي لـ(فدا) في هذه الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا، إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية للانطلاقة، ويؤكد على ضرورة انخراط مناضلي ومناضلات الحزب وأصدقائهم في الأعمال التطوعية دعماً لصمود أبناء شعبنا، وخاصة في المناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وكذلك في الأغوار وفي كل النشاطات التي يمكن أن تخفف من معاناة المواطنين.
لنعمل من أجل تسريع انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية
المجد للشهداء والحرية لأسرى الحرية
والنصر لشعبنا
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)

أحدث أقدم