وفا-
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في
وســائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 21/4/2019 إلى 27/4/2019.
وتقدم
"وفا" في تقريرها الـ(96)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في
الاعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل
الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض
التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد
الفلسطينيين، كما يستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة
الاخباريّة، ومقابلات عبر الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية.
ويحتوي
التقرير قسمين، يتطرّق القسم الأول إلى رصد التحريض والعنصرية في الاعلام
الإسرائيلي المكتوب من صحف اخبارية مختلفة. والصحف التي تمّ رصدها هي:
"يديعوت أحرونوت"، و"يتيد نئمان"، و"هموديع"
و"معاريف"، و"هآرتس" و"يسرائيل هيوم".
أما
القسم الثاني فيرصد العنصرية والتحريض في الصحافة المصوّرة لنشرات الأخبار اليومية
لعدة قنوات إسرائيليّة مختلفة؛ قناة "كان"، والقناة الثانية، والقناة
العاشرة، والقناة 7 والقناة 20. بالإضافة إلى هذا، تمّ تعقّب أكثر البرامج شعبية
في الشارع الإسرائيلي للإذاعة الرئيسيّة "جالي تساهل" و"ريشيت
بيت".
وجاء
في صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقالا يتحدث عما تسمى "صفقة القرن"،
ويستعرض تداعياتها "الإيجابية" على إسرائيل، مدعيا: "تعتزم إدارة
الرئيس الأميركي دونالد ترمب نشر تفاصيل "صفقة القرن" التي تهدف إلى أن
تنهي بجرة قلم النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، الذي يعود إلى 100 سنة، مع نهاية
شهر رمضان. وفي خطة ترمب لا يرِد أي ذكر لإقامة دولة فلسطينية، وليست فيها مطالبة
من إسرائيل بالانسحاب من كل أراضي الضفة الغربية إلى خطوط حزيران 1967. ولا شك في
أن عدة دول عربية لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تُصوّر في أوساط الرأي العام
العربي أنها باعت القضية الفلسطينية بثمن بخس.
وتابعت:
"في اسرائيل ولا سيما في معسكر أحزاب اليمين، يعربون عن تخوفهم من الصفقة
التي يبدو أن إسرائيل ستكون مطالبة في إطارها بالتنازل عن أجزاء مهمة من أراضي
يهودا والسامرة. وحتى إن لم تقم في هذه الأراضي دولة فلسطينية، فمن شأن وجود
السلطة الفلسطينية فيها أن يجعلها تترسخ كحقيقة شرعية ومعترف بها أمام الأسرة
الدولية. بات السيناريو معروفاً مسبقاً: الأميركيون سيقترحون الخطة، وهذه ستُرفض
أو تذوب وتدخل كتب التاريخ كـخطة أخرى، واحدة من خطط كثيرة طُرحت لحل النزاع على
مدار 100 سنة، لكنها لم تجلب السلام المنشود".
وأضافت
أن "تفاصيل الصفقة ستصبح نقطة انطلاق لأي بحث مستقبلي لمسألة النزاع. وهكذا
بدلاً من خطة كلينتون أو إلى جانبها، أو عرض رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت على
الرئيس محمود عباس، سيكون ممكناً عرض صفقة ترمب التي من شأنها تحسين موقف المساومة
الإسرائيلي في وجه أي إدارة أميركية، بل وفي وجه الأسرة الدولية التي ما تزال ترى
في خطة كلينتون وعرض أولمرت الأساس الذي يجب بدء كل مفاوضات بين اسرائيل
والفلسطينيين انطلاقاً منه. وثانياً، في الصفقة ثمة ما يدفع قدماً بحل، وفي واقع
الأمر ما يشطب من جدول الأعمال عدة مسائل مركزية للجانبين، وعلى رأسها مسألة
اللاجئين الفلسطينيين. فالخطة الأميركية التي تقول إنها لن تمنح حق العودة للاجئين
الفلسطينيين وأنه يجب توطينهم في أماكن وجودهم يمكن أن تنفذ حتى دون اتفاق شامل،
وسيكون في ذلك ما يسهل إمكان تحقيق اتفاق كهذا في المستقبل".
وفي
مقال آخر على نفس الصحيفة للأكاديمي إفرايم عنبار، ادعى حول الموضوع نفسه:
"يطرح إعلان جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي وصهره، أن خطة السلام للبيت
الأبيض ستُنشر في بداية حزيران المقبل، السؤال عمّا إذا كان بإمكان الولايات
المتحدة بزعامة ترمب إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني".
وتابع:
"لا شك في أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستبحث مع الأميركيين خطتهم حتى لو
كان لديها تحفظات، وثمة يقين بشأن السلوك المتوقع في الجانب الآخر، فالقيادة
الفلسطينية ستواظب على رفضها".
وفي
"يسرائيل هيوم"، نقلت تصريحات لمبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب
لعملية السلام جيسون غرينبلات "إنه لا فائدة من استخدام مصطلح حل الدولتين
لأنه لن يؤدي أبداً إلى السلام".
ويكشف
الخبر جوهر مخطط السلام، الذي ينفي ويلغي ويقوّض بكل صورة إقامة دولة فلسطينية،
وإخراج مصطلح حل الدولتين من قاموس مفاوضات السلام، ويوضح مدى انحياز الجانب
الأميركي ومخططه للسلام للطرف الإسرائيلي.
وفي
مقالة ب "يديعوت احرونوت"، كتب بن درور مقالا عنوانه "عندما تتحول
الحقيقة إلى مؤامرة"، تطرق خلاله إلى عملية إطلاق النار على شاب في قرية تقوع
خلال اعتقاله، والتي اعتبرها استغلالا من قبل البعض للتشهير بالجيش، منتقدا
الأوصاف التي أطلقت على الجنود، قال فيه: "سنسمع في وسائل الإعلام
الإسرائيلية عن عدد المسافرين الذين زاروا المحميات الطبيعية، ولكن لن نسمع عن
الفظائع التي تحدث في الضفة الغربية". هذا ما كتبه ياريف أوبنهايمر ، الأمين
العام السابق لحركة السلام الآن، في مقال نشره على فيسبوك: "فظائع؟" مرة
أخرى يقومون بنشر المؤامرات؟ تنشغل وسائل الإعلام الإسرائيلية في الموضوع في الوقت
الراهن".
وتابع:
"يجب التعامل مع منشورات اليسار المتطرف بحذر. هنالك أكاذيب لا تعد ولا تحصى.
لكن ليست هذه المرة، علينا ان لا نتجاهل. يجب أن لا نغض طرفنا. تم إطلاق النار على
معتقل فلسطيني. في ظاهر الأمر، هذا سلوك غير عادي، على الرغم من أنه يطلق النار في
أعقاب محاولة الفرار، لكن المشكلة تزداد سوءًا عندما تصل إلى مرحلة
التعليقات".
وتابع
أن "الجيش ليس معفيًا من النقد، فهنالك أحداث استثنائية وهنالك ظلم. يجب
علينا انتقاد إطلاق النار على المعتقل الفلسطيني، حتى لو حدث أثناء محاولته للهرب،
لكن الصور ومقاطع الفيديو توضح أن هذا ليس سلوكًا وحشيًا، ولذلك لا داعي للمبالغة.
علينا ان نكشف قضية اطلاق النار على المعتقل الفلسطيني وانتقاد هذا التصرف، ولكن
تحويل الحادثة إلى "فظائع" و"نازية" فهذا تشهير دموي".
وفي
مقالة بصحيفة "مكور ريشون"، هاجمت الفنان الفلسطيني محمد عساف بعد أن
استعرضت نشأته وظروف حياته، وقالت: "نجم الغناء، محمد عساف، محبوب أيضًا في
أوروبا وليس فقط في العالم العربيّ. أغانيه، المليئة بالقومية والتحريض ضد
إسرائيل، ساعد في توسيع شهرة هذه الموهبة الفلسطينية".
ويتجاهل
المقال جذور هذا الشاب وهويته وأنّ كل فنان يحاول ابراز هويته وجذوره والتحديات
التي تحيط به، ويسميها تحريضًا على إسرائيل.
ورصد
التقرير تصريحا لجلعاد اردان، "وزير الامن الداخلي" سابقا، هاجم فيها
صحيفة "هآرتس"، بالقول: "أرى انكم انتهيتم من التشهير بإسرائيل على
صحيفتكم الإنجليزية أمام العالم، وانتقلتم للتشهير بي على صحيفتكم بالعبرية. ولكن،
لا اكبر من بركة شتمكم لي. ما أقول لكم يا أصدقائي المنقطعين عن الواقع في هآرتس،
أتمنى لو تتهمونني كل يوم لأجل حربي الدائمة مع المخربين في السجون".
وواصل
تحريضه بحق الأسرى، وقال: "اسمحوا لي ان اكشف لكم سرا: بالرغم من انتقاداتكم،
سأستمر دون تردد بخفض ظروف حياة سجن المخربين إلى ادنى حد ممكن".
كما
عرضت القناة الــ13 تقارير تتحدث عن الشباب الفلسطينيين، شباب الجيل المقبل، وحالة
اليأس وقلة الحيلة التي يعاني منها الفلسطينيون، في سلسلة مكونة من 4 أجزاء، يُظهر
التقرير الشباب الغزي بحالة يأس وعجز تؤدي به للتوجه "للإرهاب" ومواجهة
إسرائيل على الحدود من منطلق مصلحة مع حماس، ومن منطلق تسلية وتضييع وقت، وينفي
النابع الوطنيّ او مواجهة الاحتلال أبدا وكأنّ الشباب الغزيّ لا يهتم بالمبادئ
الوطنيّة، كذلك تظهر الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الضفة الغربية، وتوجه الشباب
إلى النوادي ومراكز الترفيه وابتعادهم عن القضايا السياسية.
وتتجاهل
التقارير تماما الاحتلال وأبعاده، وممارساته التي أدّت بالشباب لحالة البطالة
والفقر واليأس التي وصلوا إليها.