Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث موضوع الاستيطان غير الشرعي في الأراضي المحتلة استنكر ممثلو ١٤ دولة من الدول الـ ١٥ الأعضاء في المجلس النشاط الاستيطاني مؤكدين عدم قانونيته وطالبوا إسرائيل بالكف عن التوسع الاستيطاني وكبح جماح المستوطنين وما يرتكبونه من اعتداءات ضد المدنيين العزل، فيما إنبرت الولايات المتحدة الأميركية بمهاجمة الأمم المتحدة واتهامها بالانحياز ضد إسرائيل، وذلك عبر مداخلة قدمها جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط التي أدلى فيها أن الاستيطان لا يشكل عقبة أمام السلام متطرقا إلى صفقة القرن.
ومعتبرا أنها «رؤية سلام» في الوقت الذي تتبنى فيه إدارته مواقف معادية للشعب الفلسطيني وحقوقه ولقرارات الشرعية الدولية سواء فيما يتعلق بالاستيطان وهو ما عبر عنه غرينبلات أو القدس أو اللاجئين أو حل الدولتين، وهي المواقف التي اتخذها ترامب متجاهلا المجتمع الدولي وقراراته.
إن ما يجب أن يقال هنا إن المجتمع الدولي رد على غرينبلات بالإجماع مفندا ورافضا لمواقف إدارته وهو ما أبقى الولايات المتحدة معزولة في موقفها الداعم للاحتلال غير الشرعي والمناهض للأمم المتحدة ومواثيقها وقراراتها.
وإذا كان الحال كذلك فما هو السلام الذي يتحدث عنه غرينبلات بعد أن حسمت أميركا مصير قضايا الصراع الرئيسية لصالح الاحتلال الإسرائيلي؟ وما الذي أبقته هذه الإدارة للنظر فيه أو التفاوض حوله بعد أن نسفت اتفاقيات اوسلو والمرجعيات الدولية وداست على قرارات المجتمع الدولي بشأن القدس واللاجئين والاستيطان؟
وطالما أن هذا هو حال مبادرة «صفقة القرن» فكيف يتوقع غرينبلات من الجانب الفلسطيني إن يتسلمها أو يدخل في مفاوضات على أساسها؟
إن ما يجب أن يقال لغرينبلات وإدارته إن من يسعى حقا لإرساء سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة يجب أن يلتزم مبادىء الحق والعدل، ويرتكز إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وإعلانات حقوق الإنسان، لا أن يهاجم المنظمة الدولية ويتنكر لمواثيقها وقراراتها. كما إن عليه إلاّ ينحاز لاحتلال غير شرعي يرتكب ابشع الممارسات ضد الشعب الفلسطيني ويمارس انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ولإعلانات حقوق الإنسان ولاتفاقيات جنيف.
وإذا كان غرينبلات وإدارته قد اختارا هذه العزلة إلى جانب الاحتلال في مواجهة المجتمع الدولي، فهذه مشكملة غرينبلات وإدارته وليست مشكلة الشعب الفلسطيني أو الأمم المتحدة.
وأخيرا، فان ما يجب أن يقال إزاء هذا الوضع أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن تهزهما مثل هذه المواقف الأميركية التي عفا عليها الزمن وتعود لعهد الاستعمار والتنكر لحقوق الشعوب في تقرير مصائرها وحقها في النضال والتحرر من محتليها، وان شعبنا المناضل سيواصل نضاله بدعم المجتمع الدولي وكل أنصار الحق والعدل والحرية حتى تحرير وطنه فلسطين من هذا الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب القرارات الدولية.
أحدث أقدم