Adbox

جريدة القدس - حديث القدس / التصريحات التي أطلقها كل من موشيه يعلون، وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق وأحد أقطاب الحزب الجديد «ازرق ابيض» ووزير التعليم الإسرائيلي المتطرف، رافي بيرتس رئيس حزب «اتحاد إضراب اليمين» التي أعلنها فيها عن تأييدهم لضم الأراضي المحتلة في الضفة الغربية إلى إسرائيل تنضم إلى تصريحات أدلى بها جلعاد أرادن، وزير الأمن الداخلي التي هاجم فيها السلطة الوطنية لدعمها حركة المقاطعة مطلقا سلسلة من الأقوال التحريضية ضدها بما في ذلك «محاولة نزع شرعية إسرائيل»، وهو أيضا من المؤيدين لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، هذه التصريحات وغيرها الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين تؤكد مجددا أن الحكومة الإسرائيلية المتشددة برئاسة نتنياهو التي تمثل اليمين الاستيطاني التوسعي لا يمكن أن تكون يوما شريكا في صنع السلام العادل والشامل.
كما أن انضمام يعلون وبعض شخصيات حزب «أزرق أبيض» الذي طرح في إسرائيل على انه حزب يمثل الوسط يكشف القناع عن الوجه الحقيقي لحزب الجنرالات هذا، ويؤكد أن لا فرق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بين الليكود وأحزاب اليمين الإسرائيلي وبين هذا الحزب، وبالتالي سواء فاز أو لم يفز هذا الحزب في الانتخابات في ايلول القادم فان ذلك لن يغير الكثير في معادلة الصراع مع هذا الاحتلال .
إن ما يجب أن يقال أيضا أن أيهود باراك الذي اعلن مؤخرا عودته للساحة السياسة الإسرائيلية يركز على ما يسميه مهمة إسقاط نتنياهو دون أن يجرؤ على طرح أي مواقف سياسية تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويمكن أن تشكل مدخلا لمفاوضات جادة وحقيقية.
وبذلك تكون الساحة السياسية الإسرائيلية بمكوناتها الرئيسية باستثناء ميرتس والقوائم العربية وحزب العمل الذي يقف على حافة الانهيار، والتي لا تشكل أي وزن مقابل لليمين الإسرائيلي وحزب «ازرق ابيض» ، تكون قد أسدلت الستار نهائيا على أي أمل بإحياء عملية السلام وتدفع باتجاه مزيد من الاستيطان وترسيخ الاحتلال وتهويد القدس ورفض عودة اللاجئين، وتدفع نحو مزيد من الضم لأجزاء واسعة في الأراضي المحتلة، مع كل تداعيات ذلك من تصعيد للتوتر ودفع المنطقة نحو الانفجار.
إن ما يجب أن يقال هنا لهذه الأحزاب الإسرائيلية التي تتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتستخف بالقانون الدولي إن شعبنا لن يتنازل عن حقه الطبيعي في الحرية والاستقلال وسيواصل نضاله العادل لانتزاع حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وحق لاجئيه في العودة والتعويض، وأن كل ما تقوم به هذه الحكومة الإسرائيلية والأحزاب اليمنية المتطرفة على اختلافها حتى لو اتخذت تسميات «الوسط» سيبقى باطلا يرفضه كل فلسطيني في الوطن والشتات ففلسطين ليست ملكا ليعلون ونتنياهو واردان وبيرتس وغيرهم من متطرفي إسرائيل.
أحدث أقدم