Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقتل الأسير المحرر محمد سمير عبيد بنيران قواتها التي تتفنن في ممارساتها وانتهاكاتها ضد شعبنا بصورة عامة وضد قرية العيساوية بصورة خاصة بل إنها تواصل حملتها ضد سكان وأهالي هذه القرية تحت مزاعم وحجج واهية.
فقوات الاحتلال تمارس عقوبات جماعية على الأهالي والسكان هناك في محاولة يائسة، لإخضاع الشبان الذين يواجهون هذه العقوبات بالوقفات الاحتجاجية، ويطالبون بوقف هذه العقوبات التي من شأنها ليس إخضاع الشبان والأهالي، بل إن مثل هذه العقوبات ستزيد الأمور اشتعالا، وستمتد لتطال جميع القرى والبلدات في القدس، لان هدفها واضح وتصب في سياسة التهجير والتطهير العرقي، وزيادة نسبة المستوطنين في القدس على حساب المقدسيين.
فالاقتحام اليومي للقرية من قبل قوات الاحتلال والتنكيل بالمواطنين وتحرير المخالفات العشوائية بحق السائقين وأصحاب السيارات، وتفتيش المنازل ووضع قوات على مدخل القرية، لن يرهب الأهالي أو يفت في عضدهم، بل على العكس من ذلك فان هذه الإجراءات ستزيدهم إصرارا على مواجهة هذه الإجراءات والانتهاكات التي باتت مكشوفة للداني والقاصي.
فأهالي وسكان قرية العيساوية الذين اثبتوا بصمودهم وتضامنهم ووقفاتهم الاحتجاجية ورفضهم للعقوبات الجماعية، ومصادرة أراضيهم وحصار قريتهم، سيفشلون جميع الممارسات والانتهاكات الاحتلالية التي تستهدفهم منذ سنوات خاصة في الآونة الأخيرة.
وحتى يواصل الأهالي والسكان في القرية صمودهم في وجه هذه العقوبات الجماعية فانه لا بد من أسنادهم ودعمهم، خاصة من قبل المقدسيين الذين اثبتوا في أكثر من مرة أن صمودهم وتصديهم للمارسات وانتهاكات الاحتلال ومواجهتها بوحدة الصف استطاعوا إفشال هذه الانتهاكات خاصة عندما افشلوا محاولات الاحتلال وضع كاميرات على أبواب المسجد الأقصى المبارك.
صحيح أن المقدسيين تضامنوا مع أهالي وسكان القرية خاصة عندما تم تشييع جثمان الشهيد عبيد الى مثواه الأخير في الأسبوع الماضي، وزيارات التضامن التي قام بها قادة رسميون وشعبيون لأهالي القرية ومنزل الشهيد إلا إن مثل هذا التضامن يجب أن يتواصل لإفشال ما تقوم به قوات الاحتلال من ممارسات وانتهاكات بحق القرية وأهالها وسكانها.
كما يقع على عاتق السلطة الوطنية وفصائل العمل الوطني والإسلامي دعم صمود أهالي وسكان القرية، في مواجهة القمع الإسرائيلي والعقوبات الجماعية التي تحدثت عنها أيضا صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس.
فالصمود يحتاج الى دعم متواصل وتضامن يومي مع الأهالي والسكان، لانه بدون ذلك فان الانتهاكات بحق القرية ستتواصل وستزداد حدتها في محاولة يائسة من قبل قوات الاحتلال لإردافها والنيل من إرادة أهلها وسكانها وهو الأمر الذي لن يحصل أبدا ما دام الأهالي والسكان يواصل صمودهم وتصديهم لها.
فالعقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال على قرية سيكون مصيرها الفشل المحتوم أمام إرادة الأهالي والسكان الذين لا تلين لهم قناة وهم مصممون على مواصلة التصدي لها مهما بلغ حجم التضحيات.
أحدث أقدم