Adbox

تقرير الاستيطان الاسبوعي من 29/6 الى 6/7/2019

المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان - تواصل سلطات الاحتلال سرقة أراضي الفلسطينيين الخاصة وتحاول بشتى السبل غير المشروعة إضفاء شرعية زائفة من خلال محاكمها على ذلك . فتحت مبررات ” حسن النية“ صادقت المحكمة المركزية في القدس على قرار من شأنه أن يقود الى إضفاء الشرعية على  ألفي وحدة استيطانية بُنيت من دون تراخيص في مستوطنات او بؤر استيطانية ما زالت وفق قوانين الاحتلال ذاتها محل نزاع قانوني بسبب بنائها على أراضٍ فلسطينية خاصة تمّت مصاردتها في أنحاء الضفة الغربية . واستندت المحكمة في قرارها إلى البند رقم 5 من آلية “تنظيم السوق” وإلى أمر عسكري كان قد صدر عام 1967 ينص على أن “أي معاملة تتم بحسن نية بين المفوض وأي شخص آخر ، في ما يتعلق بأي ممتلكات يعتبرها حارس الأملاك وقت المعاملة هي ملكية حكومية ، يجب ألا تُشطب ولا تُلغى حتى في حال أُثبت أن العقار لم يكن يتبع لملكية الحكومة عند تشييده . ذلك يعني أنه إذا كان ما يسمى حارس الأملاك “الإدارة المدنية” التابعة لسلطات الاحتلال اعتقد بحسن نية أن هذه هي أرض الدولة المخصصة للمستوطنين ، فإن تلك الأرض ستكون مؤهلة للبناء حتى لو تبين لاحقاً أن ملكيتها تعود لفلسطينيين .ويحمل قرار المحكمة مخاطر إضفاء الشرعية على  أكثر من ألفي وحدة استيطانية في نحو 116 بؤرة استيطانية تقع بمجملها على مساحة 7 تزيد عن  آلف دونم
وتحت ذريعة حسن النية هذه صادقت المحكمة المركزية في مدينة القدس المحتلة على آلية لشرعنة وتأهيل ألفي وحدة استيطانية بُنيت بدون تراخيص داخل “تجمعات استيطانية غير قانونية” في الضفة الغربية المحتلة . ومن خلال تطبيق هذه الآلية شرعنت المحكمة نحو 40 وحدة استيطانية غير قانونية في مستوطنة ” ايلي زهاف ” الواقعة غربي بلدة كفر الديك الى الغرب من مدينة  سلفيت .
وتخطط سلطات الاحتلال  لاستخدام هذه الآلية لترتيب البناء غير القانوني على الأراضي الفلسطينية بأثر رجعي ، وتخصيص اراضي واسعة للبناء والاستيطان .  وتستند الآلية الجديدة كما أشرنا إلى البند رقم 5 من الأوامر العسكرية للعام 1967، المتعلقة بالممتلكات الحكومية في الضفة الغربية المحتلة. وجاء في قرار أحد قضاة المحكمة أن “المادة 5 تنطبق على قطع الأرض التي تقع في مستوطنة ” ايلي زهاف “، ما يتيح للمستوطنين الحق في ممارسة حقوقهم الكاملة في القطع التي يدعون شراءها . وآلية “تنظيم السوق” تتيح الاستيلاء على الأرض في الضفة الغربية، ويمكن بموجبها ترتيب البناء غير القانوني للمستوطنات بأثر رجعي، إذا تم تخصيص البناء الاستيطاني بعد اعتباره أرضاً للدولة “بشكل خاطىء ” . وقد استخدمت هذه الذريعة لشرعنة  بؤرة ” ميتسبيه كراميم ” الاستيطانية وسط الضفة الغربية ، وحينها استخدمت كدفاع ضد التماس فلسطيني قُدم للمحكمة العليا للمطالبة بهدم البؤرة الاستيطانية، أما الجديد؛ فهو استخدام هذه المناورة لشرعنة منازل لا توجد ضدها التماسات في المحكمة العليا. ومن شأن هذه الآلية (حسن النية) إذا ما رسخت بحكم قضائي، أن تقود إلى تشريع نحو 2000 وحدة سكن استيطانية إضافية، تعد محل جدل حاليًّا وذريعة جديدة لالتهام ما تبقى من أراضٍ فلسطينية بطرق مختلفة.
وفي مخططات الاستيطان المتواصلة حولت  حكومة الاحتلال ملايين الشواقل من أجل تقديم مخطط بناء حي استيطاني جديد يضم عشرة آلاف وحدة استيطانية مخصصة لليهود المتدينين بالقرب من منطقة ” عطروت ” الصناعية المقامة على أراضي المواطنين شمال غرب القدس المحتلة بالقرب من قرية ومخيم قلنديا . ويتزامن ذلك مع إقرار ضم مجمع “جوش عتصيون ” الاستيطاني و” معالية أدوميم ” الى بلدية القدس المحتلة. ويعتبر مخطط إقامة حي يهودي استيطاني في القدس المحتلة من المشاريع الاستيطانية الأضخم في القدس، وقد تم تحويل الأموال اللازمة من قبل وزارة المالية الاسرائيلية وهو ما يعني أنه انتقل إلى طور متقدم في التنفيذ على الأرض. وقد وصف  وزير الإسكان الإسرائيلي يؤاف جالنت  المشروع بأنه إنجاز صهيوني بامتياز ويحظى بأهمية من الدرجة الأولى، مؤكدا أن الأموال تم رصدها لإخراجه إلى النور قريبا.
وكشف تحقيق لوكالة “أسوشيتد برس” أن عائلة فاليك الأمريكية المالكة لمتاجر السوق الحرة في الأمريكيتين تعد من أهم ممولي المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.حيث يقود ثلاثة إخوة من عائلة فاليك متاجر السوق الحرة المملوكة للعائلة وهم : سيمون وجيروم وليون . وتدير العائلة أكثر من 180 متجرا في المطارات والمعابر الحدودية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.و صرح ليون فاليك أن الشركة المملوكة للعائلة سجلت العام الماضي مبيعات بأكثر من 1.65 مليار دولار.ويوجد لدى العائلة منظمتان خيريتان رئيسيتان، إحداهما في الولايات المتحدة وهي مؤسسة “فاليك فاميلي برايفت” والثانية في إسرائيل وهي مؤسسة سيغال . ووفقا لملفات الضرائب فقد تبرعت مؤسسة فاليك فاميلي برايفت خلال العقد المنتهي في عام 2017 بحوالي 20 مليون دولار على مختلف المنظمات اليهودية في جميع أنحاء العالم . وتبرعت أسرة فاليك بما لا يقل عن 5.6 مليون دولار لمنظمات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية على مدار العقد الماضي ، مولت بها إنشاء معابد ومدارس وخدمات اجتماعية، كما ساهمت بأموالها في دعم قضايا اليمين المتطرف في إسرائيل.
ومن أكثر تبرعات عائلة فاليك إثارة للجدل تبرعها لأنشطة الجماعات اليهودية المتطرفة في الخليل، حيث يوجد العديد من الزعماء اليهود من أتباع الحاخام الراحل مائير كاهانا ، مؤسس حركة “كاخ” المتطرفة، والتي حظرت في إسرائيل في الثمانينات من القرن العشرين لدعوته إلى طرد جماعي للعرب ، كما تصنف الولايات المتحدة حركة كاخ بأنها منظمة إرهابية. ووفقًا للتحقيقات فقد تبرعت عائلة فاليك بحوالي 600 ألف ولار لمنظمة “هاشناسات أورشيم” في الخليل ، وهي جماعة يهودية متطرفة في الخليل، من أبرز رموزها باروخ مارزل ، وهو مساعد سابق لمائير كاهانا .وتدعم عائلة فاليك أيضا الجماعات اليهودية التي تسعى لشراء الممتلكات الفلسطينية في القدس الشرقية، كما ساعدت في تطوير موقع استيطاني غير مصرح به في الضفة الغربية. كما قدمت عائلة فاليك دعما للجماعات التي تضغط من أجل إنشاء الهيكل اليهودي في الحرم القدسي الشريف. وتعد عائلة فاليك من أكثر من قدموا تبرعات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما تبرعت العائلة أيضا لقيادات في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
وفي القدس أطلقت منظمات ” الهيكل ” التي تنشط بالمشاريع الاستيطانية والتهويدية داخل أسوار القدس القديمة حملة تبرعات بأوساط اليهود حول العالم  لبناء كُنُس في ساحات المسجد الأقصى وبناء “الهيكل” المزعوم مكان قبة الصخرة. وتدفع جمعية “يشاي” الاستيطانية المنضوية تحت جمعيات ومنظمات يهودية تقود لحملات التبرعات لتعزيز الوجود اليهودي في القدس القديمة لبناء كنس في ساحات الحرم في الأماكن التي يسمح الصعود إليها والتجوال فيها دون انتهاك أو مس بـقدسية الموقع الذي سيبنى فوقه “الهيكل” المزعوم حسب المعتقدات التلمودية ، إذ أن الصعود للمكان يعتبر تدنيسا لقدسية المكان الذي سيسمح الصعود إليه وبناء “الهيكل” بعد تحقيق نبوءة ظهور المسيح المنتظر ، بحسب المزاعم الدينية اليهودية . وتخطط جمعية “يشاي” في هذه الفترة لإطلاق حملة كبيرة لحشد دعم الحاخامات الآخرين وعامة اليهود لبناء الكنس وتهيئة الأرضية لبناء “الهيكل” وتذرعت الجمعية اليهودية بإطلاق حملتها لجمع التبرعات والدفاع نحو بناء الكنس في ساحات الحرم، بسبب ما اعتبرته “سيطرة المسلمين على مناطق ومواقع إضافية في المكان ، حيث ستعمل الجمعية على تغيير الوضع بتأسيس صندوق إسرائيلي خاص ينشط لبناء هذه الكنس .  ويقف على رأس هذا المشروع التهويدي الحركة المسيحية الصهيونية بأميركا وحملة التبرعات للكنس بساحات الحرم، وتندرج ضمن مجمل تمويل ودعم الجمعيات الاستيطانية الناشطة في القدس القديمة وساحة البراق، حيث أنه وقبل 5 أشهر تم إنجاز حملة تبرعات دولية جمع خلالها 145 مليون دولار  تم تحويلها إلى منظمات “الهيكل
وفي إطار سياسة التهويد والتطهير العرقي الصامت وزّعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة إخطارات بهدم عدد من المنشآت السكنية والتجارية والبركسات في أراضي كفر عقب شمال القدس المحتلة. وعرف من بين المواطنين الذين شملتهم الاخطارات : يوسف رشيد نبهان ، ومحمود رشيد نبهان ، وعادل بويطل ، وأبو رامي الكسبة ، وجميعهم من سكان مخيم قلنديا شمال المدينة المقدسة. كما أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل بحي وادي قدوم في بلدة سلوان وتأتي هذه الإخطارات بعد تدشين الاحتلال نفق “درب الحجاج” الاستيطاني ، ووزعت كذلك إخطارات بإخلاء مئات السكان من منازلهم في حي وادي حلوة وبطن الهوى وحي البستان  ، بزعم أنها قائمة دون تراخيص وعلى أراض تتبع للجمعيات الاستيطانية . وتذرعت سلطات الاحتلال بأن الأرض المقامة عليها المنازل مستولى عليها لصالح بلدية الاحتلال في القدس .  وفي الوقت نفسه رفضت محكمة الاحتلال التماساً ضد قرار هدم 16 بناية سكنية تضم ١٠٠ منزل في حي وادي ابو الحمص في قرية صور بحجة عدم وجود بنود قانونية لعقد الجلسة وأمهلت الأهالي حتى الثامن عشر من الشهر المقبل ، لتنفيذ قرارات هدم 100 شقة سكنية.

وفي خطوة مستهجنة شارك الولايات المتحدة الامريكية لدى اسرائيل ديفيد فريدمان ، والموفد الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات ، قادة الاحتلال من وزراء وأعضاء كنيست   في مراسم افتتاح نفق استيطاني ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك اطلق عليه اسم “طريق الحجاج” وهو  نفق، حفرته جمعية اليمين الاستيطاني ” العاد ” وجرى افتتاح النفق وسط اجراءات أمنية مشددة واغلاقٍ كامل لبلدة سلوان من جهة حي وادي حلوة الأقرب الى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى . ويمتد هذا الطريق بين بركة سلوان التاريخية وأسفل المسجد الأقصى وباحة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى).وادعى فريدمان الذي ظهر وهو يحمل مطرقة ويشارك في تحطيم جدار خصص لغرض الافتتاح : “إن تدشين الطريق يشكل الرد المناسب لكل من انتقد قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل  وأوضح في مقابلة مع “جيروزاليم بوست” ان “مدينة داود هي عنصر حيوي في التراث القومي لدولة إسرائيل، والعودة الى مدينة داود تشبه استعادة أميركا لتمثال الحرية.
لتحميل التقرير
للتحميل
mediafire
اضغط هنا
أحدث أقدم