رصدت
وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في تقرير لها، التحريض والعنصرية ضد
الفلسطينيين في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويقدم
التقرير رقم (129) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في وسائل الإعلام
الإسرائيلية، المرئية، والمكتوبة، والمسموعة، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي
لشخصيّات إسرائيلية سياسيّة واعتباريّة، عبر جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل
تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، ويستعرض مقابلات تلفزيونية وإذاعية، خلال
الفترة من 8/12/2019 ولغاية 14/12/2019.
ففي
تقرير على "هموديع" بعنوان: "حركة فتح اعترفت بقيادتها أعمالا
ارهابية في الانتفاضة الثانية"، ادعت فيه أن حركة فتح نشرت بيانا يكشف
"اعترافها عمليا بتنفيذها أعمالا إرهابية خلال الانتفاضة الثانية، وأنها قادت
وما زالت تقود المشروع الوطني، وأنها ضحّت بغالبية قيادييها في سبيل الشهادة، وان
92% من الأسرى هم من ابناء فتح".
وفي
التقرير تنعت الصحيفة المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وتوجه أصابع الاتهام نحو حركة
فتح لكونها بوصلة النضال في الشارع الفلسطيني، ضمن مساعي إسرائيل لاستغلال الخطاب
الفلسطيني وتمسكه بالنضال لأجل الحرية، لتصوير الجانب الإسرائيلي على انه ضحية
الصراع القائم، وتركّز دائما على الضحايا في الجانب الإسرائيلي متجاهلة عدد
الضحايا والمعتقلين واللاجئين والشهداء في الجانب الفلسطيني.
ونشرت
صحيفة "معاريف" مقالا "حول العجول والقياديين"، تهاجم فيه
قرار الحكومة بمقاطعة مربي العجول الإسرائيليين، الأمر الذي يحتل بعض مقالات الرأي
لدى الصحفيين الإسرائيليين. وهنا "يسخر" أرييه إلداد بمقاله هذا من
القرار الفلسطيني، ويظهر "حقدا" على "عدم تحرّك" الحكومة
الإسرائيلية ازاء قرار المقاطعة، ويوجّه انتقادا لاذعا لقرار الرئيس محمود عباس
ويحمّله مسؤولية عدم استقرار الوضع الاقتصادي لدى مربي الماشية الإسرائيليين.
وفي
نفس الصحيفة، "معاريف" كتب نداف هعتساني، وهو صحفي ومحامٍ متطرّف بآرائه
السياسية، مقالا بعنوان "برج بيزا المائل"، تطرق فيه إلى نتائج امتحان
بيزا العالمي، والذي كشف عن الفجوات بين تحصيل الطالب اليهودي والطالب العربي.
وادعى أن الفوارق تكمن في الثقافة العربية وبسبل تربية الأهل للطالب العربي، وليس
بسبب نقص أو تمييز في الميزانيات من قبل الحكومة الإسرائيلية، متجاهلا أن التمييز
ضد الطالب العربي هو أمر واقع خصوصا على صعيد الميزانيات، بالإضافة إلى قرار
الحكومة الإسرائيلية تكريس مبلغ كبير لتشجيع التعليم اللامنهجي في المدارس العربية
كتستّر على إهمالها المتراكم بحق الطلاب في المدارس العربية.
ونشر
موقع "روتر" خبرا حول قرار "وزير الأمن الداخلي" جلعاد اردان،
ب"حظر نشاط" محافظ القدس عدنان غيث بشكل شخصي، واعتبره سابقة لكونه
يختلف عن أمر منع إقامة حفلات او أمسيات كما كان في السابق، فهي "خطوة تُعتبر
سابقة موجّهة ضد شخص معين بسبب مكانته وأعماله باسم السلطة الفلسطينية داخل دولة
اسرائيل".
ويستغل
اردان منصبه وصلاحياته لتقييد وقمع الفلسطينيين أكثر، حيث بلغت خطواته أوجها مع
إصدار أمر منع شخصي ضد محافظ القدس عدنان غيث، والذي يعتبر سابقة في تاريخ
اسرائيل، مستخدما حججا واهية لشرعنة خطوته، مثل العمل ضد اسرائيل، لاستهداف كل
شخصية تعمل على ترسيخ الهوية الفلسطينية في الأرض والمجتمع.
وفي
"ماكو" وتحت عنوان "ترمب وقّع على أمر ضد الـ BDS، لن نسمح لمعاداة السامية"، وتعرّف اليهودية كقومية. وما زال
الرئيس الأميركي يلعب دور "الحليف المتين" لإسرائيل لتحقيق مكاسب شخصية،
وهي ضمان ولاية جديدة له. ويعتبر هذا الأمر خطرا على حرية التعبير وعلى عمل حركة
المقاطعة.
ونشر
موقع "مكور ريشون" مقال ليشاي فريدمان، حول قرار "وزير التربية
والتعليم" رافي بيريتس، بحذف فيلم قصير للمخرج ايليا سليمان من قائمة أفلام
الوزارة بدعوى أن المخرج قال "انه لو كانت لديه الإمكانية لعمل على إغراق
إسرائيل".
ويُظهر
القرار "ديمقراطية" إسرائيل المنقوصة والمحدودة، وعدم قدرة المؤسسة على
التعامل مع اي مضمون متحديا لها، وسياسة التجهيل التي تخوضها مع الأجيال لغسل دماغ
الطلاب بالمضامين التي تروق للسياسيين فقط.
ورصد
التقرير منشورا لبنيامين نتنياهو على صفحته في "فيسبوك"، قال فيه
"نحن أردنا ان نشكل حكومة وحدة تفرض النفوذ الإسرائيلي على المستوطنات في
يهودا والسامرة. (أزرق وابيض) رفضوا الوحدة، وهذا المساء، عوفر شيلاح أحد اكبر
اعضاء (أزرق ابيض) يتساءل: نحن نريد دولة فلسطينية. نحن لا نريد، ولذلك نحن سننتصر
في الانتخابات نصرا كبيرا".
كما
رصد التقرير جزءا من فيلم وثائقي عن شهادة رافي ايتان بثته القناة 12، يلقي الضوء
على عملية التجسس الأكثر شهرة في العالم، عندما قامت اسرائيل بتجنيد وكيل
استخبارات يدعى جوناثان بولارد، الذي كان يعمل في الاسطول الأميركي، وكانت بحاجة
إلى معلومات في الصناعة النووية والسلاح، حيث قام بسحب معلومات سرّية وخطرة من
حواسيب وأرشيف الأسطول.
كما
رصد التقرير، تقريرا لـ"مكان"، هيئة البث والإذاعة والتلفزيون ضمن
النشرة الإخبارية المسائية، يتحدث التقرير عن جريمة الكراهية "تدفيع
الثمن" في حيّ شعفاط شرق القدس المحتلة، والتي نفذها عدد من المستوطنين،
وأعطبوا إطارات نحو 160 مركبة مركونة على امتداد شارع الحيّ، وهي ليست الحادثة
الوحيدة، كما أن شرطة الاحتلال لم تعتقل حتى اللحظة المشتبهين، رغم وجود كاميرات
مزروعة على أطراف الشارع.
كما
رصد تقرير آخر لــ"مكان" نفسها، الحلقة الثانية من سلسلة تقارير تحمل
اسم "الجيل الرابع للاجئين"، يلقي الضوء على الجيل الرابع للاجئين
الفلسطينيين القاطنين في مخيمات اللجوء، وتحديدا في بلاطة، والأمعري والعروب، وعلى
معاناتهم اليومية التي يسببها لهم الاحتلال وجنوده، من اعتداءات، وانتهاكات،
وتقييد في الحركة والتنقل ومنع التوسع في البناء حيث تعاني المخيمات من اكتظاظ
وكثافة سكانية عالية، ومن البطالة.