جريدة القدس - حديث
القدس/ الفعاليات الميدانية التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك
القدس والداخل الفلسطيني وفي الشتات الى جانب الفعاليات الجماهيرية في العديد من
الدول العربية والاسلامية وايضا الدولية وفي مقدمتها شعوب الدول المناصرة لقضية
شعبنا الوطني وحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف والمعترف بها دوليا، هذه
الفعاليات المتواصلة والتي تشمل على الصعيد الفلسطيني كافة الجماهير من مختلف
الفصائل والقوى المؤطرة وغير المؤطرة والتي تعبر عن وحدة ميدانية ضد صفقة القرن
المشؤومة الى جانب وحدة الموقف السياسي لكافة الاطياف السياسية الفلسطينية تذكرنا،
بالانتفاضة الاولى التي اندلعت عام ١٩٨٧م، ضد محاولات النيل من حقوقنا.
وقد
اسست الانتفاضة الاولى لمرحلة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني، اعادت الهيبة
والمكانة لمنظمة التحرير الفلسطينية في اعقاب محاولات خنقها وتجاوزها خاصة بعد
اضطرارها للخروج من لبنان بعد صمود منقطع النظير في حصار بيروت وعدم قدرة ارئيل
شارون على دخول بيرو ت إلا بعد خروج المقاومة الفلسطينية منها.
وكان
للوحدة الميدانية والسياسية والدعم من القيادة الفلسطينية انذاك في الخارج ان
ارغمت الاحتلال على الاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية واضطرار الولايات المتحدة الى
عقد مؤتمر مدريد للسلام ومن ثم اجراء دولة الاحتلال بقيادة اسحق رابين مفاوضات مع
منظمة التحرير ادت الى اتفاق اوسلو الذي رغم انه ينتقص من حقوق شعبنا الوطنية، إلا
انه اضطر الاحتلال الى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب
الفلسطيني.
واليوم
وفي اعقاب اعلان الرئيس الاميركي ترامب عن تفاصيل خطته لمايسمى السلام والمسماه
صفقة القرن، والتي هدفها تصفية قضية شعبنا، واندلاع العديد من الفعاليات الميدانية
الفلسطينية والعربية والدولية، تنبيء بمرحلة جديدة على غرار المرحلة التي شهدتها
الساحة الفلسطينية الداخلية والخارجية ايضا والتي اعادت الاعتبار ليس فقط لمنظمة
التحرير وانما ايضا للقضية الفلسطينية التي جرت محاولات جعلها في آخر سلم اولويات
العالم، ولكن انتفاضة الحجارة المجيدة، وسياسة الاحتلال تكسير العظام لم تجد نفعا،
وارغمته على التراجع.
وهذه
المرحلة الجديدة التي نقف على اعتابها،تحتاج لكي تستمر وتتواصل، الى عدة مقومات من
ابرزها واهمها انهاء حالة الانقسام المدمرة والتي اضرت بقضية شعبنا، واستغلتها
الولايات المتحدة والاحتلال في محاولة يائسة لتمرير خطتهم المشؤومة.
فانهاء
الانقسام واعادة الوحدة السياسية والجغرافية للساحة الفلسطينية، هي الاساس المتين
الذي يمكنه ان يجعل هذه المرحلة من النضال الجماهيري تستمر حتى اسقاط صفقة القرن
التي اعلن اكثر من مسؤول فلسطيني وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس بانها لن تمر
وسنحولها من صفقة الى صفعات لمعديها والذين يحاولون يائسين تمريرها.
كما
ان المرحلة الجديدة التي نقف على اعتابها تتطلب دعم صمود المواطنين، وايجاد مرجعية
واحدة موحدة لنضالاتهم التي سيدفعون هم والقيادة ثمنها من الدماء التي ستسفك على
ايدي الاحتلال.