في
الوقت الحالي، يتفشى الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد في كل العالم
على وتيرة سريعة، ويشكل التحدي الأكثر إلحاحاً وشدةً لصحة الإنسان والسلام
والتنمية للعالم.
نحن
كأحزاب سياسية رئيسية تقع على عاتقها مهام تعزيز رفاهية الشعب ودعم تنمية الدولة
وحماية السلام والاستقرار العالميين، وفي وجه هذا الوضع غير المسبوق، نصدر الدعوة
التالية سوياً:
1.
نعرب عن تعاطفنا وتضامننا العميق للذين يعانون من فيروس كورونا وتهديدات الحياة
ولأسر الضحايا، وعن أسمى تقديرنا للذين ينقذون الأرواح ويحمون صحة المواطنين وخاصة
العاملين في مجال الرعاية الصحية، وعن تعازينا العميقة لضحايا فيروس كورونا.
2.
أدركنا أنه في حالة عدم السيطرة على فيروس كورونا بشكل سريع وفعال، أنه سيلحق أضراراً
بسلامة الحياة والصحة لمزيد من الناس، وسيترك تأثيرات خطيرة على التنمية
الاقتصادية والاجتماعية والتبادل والتعاون الدولي لمعظم دول العالم. ندعو جميع
الدول إلى وضع سلامة الحياة والصحة لشعوبها في المقام الأول، وإتخاذ الإجراءات
الحاسمة والقوية لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
3.
ندعم جميع الدول في وضع البرامج والسياسات لمكافحة فيروس كورونا حسب ظروفها
الواقعية وبإرادة مستقلة، لمنع تفشي الفيروس في حين الاهتمام بإنقاذ المصابين،
والاستفادة الكاملة من العلوم والتكنولوجيا الحديثة، سعيا وراء تحقيق أفضل النتائج
في أقرب وقت ممكن.
4.
ندعو مواطني دول العالم إلى تعزيز الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، والتعاون في عمل
الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بنشاط، كما نشجع كل الدول على حسن تفعيل دور
منظمات المجتمع المدني والمتطوعين، وحشد كل قوى المجتمع وإشراكها في مكافحة فيروس
كورونا.
5.
نشجع الدول على حسن تخطيط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على مستوى معيشة
الشعب ومسار التنمية الاجتماعية، والابقاء على التبادل الخارجي المناسب وفقا
لتوصيات منظمة الصحة العالمية في حين الوقاية من الوباء والسيطرة عليها، بما يحافظ
على تداول التجارة ورؤوس الأموال والأفراد في العالم، لا سيما تقديم التسهيلات
للنقل العابر الحدود مثل المعدات الطبية واللوازم الوقائية.
6.
أدركنا أن الفيروس لا تعرف الحدود، وليس هناك أي بلد من البلدان بمنأى عنها. ويجب
على دول العالم تعزيز الوعي بمجتمع مصير مشترك للبشرية. وكلما ازدادت الصعوبات،
ازدادت ضرورة التآزر والتساند. لذلك علينا أن نتغلب على الفيروس كالعدو المشترك
للبشرية عبر تعزيز التعاون الدولي.
7.
نلاحظ أن بعض الدول بما فيها الصين قد حققت تقدما مهما في الوقاية من الوباء
والسيطرة عليه، مما أكسب الوقت والتجربة للدول الأخرى في مواجهة الوباء. نقدر جهود
بعض الدول ومن بينها الصين في نشر المعلومات المعنية بالوباء أولا بأول وتقاسم
خبرات الوقاية والمعالجة وخاصة تقديم المواد الطبية الى الدول الأخرى على قدر
المستطاع التزاما بالشفافية والمسؤولية، مما قدم اسهامات هامة للوقاية من الوباء
والسيطرة عليها في العالم، وعزز ثقة الدول وأملها في كسب الانتصار في المعركة ضد
الوباء.
8.
ندعم تعزيز تبادل خبرات مكافحة الوباء والتعاون الطبي، بما فيها البحث المشترك
لتطوير العقاقير واللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وندعو إلى تقديم الدعم التقني
والمادي إلى الدول النامية والدول المحتاجة، وتبديد ضباب الوباء بأشعة الشمس.
9.
ندعو إلى القيام بالبحث المتخصص في الاجراءات الاحترازية والكشف عن مصدر الفيروس
بموقف علمي، ونعارض تسييس قضية الصحة العامة، ونقاطع بكل حزم تشويه صورة بلد
باستغلال الوباء، ونقاطع بكل حزم الأقوال والأفعال التي تميز ضد أي دولة أو منطقة
أو عرق، ونعارض بكل حزم تخريب التعاون بين الدول للحد من انتشار الوباء.
10.
نرى أن الوباء يبين لجميع الدول ضرورة تكريس رؤية الحوكمة العالمية المتمثلة في
التشاور والتشارك والتقاسم، ودعم تفعيل الدور المحوري للأمم المتحدة ومنظمة الصحة
العالمية في إدارة الصحة العامة العالمية، وندعو كافة الأطراف في إطار مجموعة
العشرين وغيرها إلى تعزيز التنسيق والتعاون، والقيام بالوقاية المشتركة والسيطرة
المشتركة، سعيا وراء بناء مجتمع صحة مشتركة للبشرية.
وبصفتنا
أحزابا رئيسية في دول العالم، نتعهد بالبقاء على التنسيق الوثيق خلال هذه الفترة
الخاصة وحسن تفعيل دورنا في التوجيه
السياسي، بما يضخ ديناميكية سياسية للمعركة العالمية ضد الوباء. نثق أن الشمس
دائما تشرق بعد المطر، والصعوبات الحالية لا تبقى إلا فترة موقتة. ستتكلل المعركة
العالمية ضد الوباء بالانتصار، طالما يعزز المجتمع الدولي الثقة ويشارك في السراء
والضراء ويكافح بطريقة علمية ويتخذ التدابير الدقيقة والسليمة. ونثق بأنه بعد
تجاوز الوباء سيكون أساس مجتمع مصير مشترك للبشرية أرسخ، وسيكون مستقبل البشرية
أفضل.