Adbox

وفا- قرابة الساعة السادسة، من صباح يوم الجمعة، استهدفت قوات الاحتلال عددا من المواطنين الذين باتوا ليلتهم فوق جبل العرمة التابع لأراضي بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، في محاولة لإخلاء المنطقة التي تعتبر محط أطماع من قبل المستوطنين.
يرتفع جبل العرمة 830 مترًا عن سطح البحر، يضم بقايا قلعة قديمة، فيها خزانات مياه ضخمة قديمة منحوتة في الصخر.


صباح الجمعة هب المواطنون من كافة القرى المحيطة بـ"العرمة"، من أجل تعزيز الوجود الفلسطيني، والتصدي لمخططات جنود الاحتلال والمستوطنين، الذين دعوا لاقتحامه والاستيلاء عليه.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، أكد أن هناك استهداف للمواطنين من عدة جهات فوق جبل العرمة، بإطلاق الرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال في حديث لمراسل وكالة "وفا"، إن ما يحدث هو أشبه بأحداث انتفاضة الحجارة، والعودة الى العام 1988 عندما نجح أهالي بيتا في التصدي لمشروع استيطاني فوق الجبل، موضحا أن أهالي بيتا والقرى المجاورة نجحوا أيضا في التصدي لإقامة بؤرة استيطانية في العام 2017 فوق جبل أبو صبيح القريب من المنطقة.
وأضاف: إن هذا الجبل يشكل معلما تاريخيا وتراثيا كنعانيا وهو فلسطيني بامتياز، ولا يوجد أي مواقع للاحتلال عليه، موضحا أن الهيئة بالتعاون مع وزارة السياحة ستعد تقريرا مفصلا حول الموقع الأثري في جبل العرمة.
وشدد عساف على أهمية المواجهة مع المحتل على كافة الأصعدة الدولية من الناحية القانونية، وعلى الأرض من خلال المواجهة الشعبية التي تشكل حجر أساس في التمسك بها، والوقوف أمام أطماع المستوطنين.
ونوه الى تصريحات الحكومة الإسرائيلية في منع الفلسطينيين من البناء في المواقع المرتفعة، والمطلة على المستوطنات خاصة جنوب نابلس، في محاولة لفرض أمر واقع، ومؤشر على البدء بتنفيذ "صفقة القرن".
واعتبر عساف أن ما يحدث اليوم هو حاسم في المعركة، مؤكدا أن المواطنين متمسكون بأرضهم، ولا يفارقون الموقع رغم الاستهداف من قبل قوات الاحتلال بكل وسائل القمع، وإغلاق عدد من الطرق المؤدية الى الجبل.
مصادر في جمعية الهلال الأحمر أكدت لمراسل "وفا" إصابة عشرات الشبان المعتصمين فوق قمة الجبل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأخرى بحالات اختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع، عقب استهدافهم من قبل قوات الاحتلال.
رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي، قال: إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت الموقع، وبدأت بإطلاق الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، واستهداف المواطنين الذين باتوا ليلتهم على قمة جبل العرمة.
وذكر أن البلدية نفذت عدة مشاريع منها تأهيل الطرق، وإيصال الخدمات الى قمة الجبل من أجل حمايته، وتعزيز وجود المواطنين هناك، في ظل الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين للموقع، والدعوات لاعتبار المنطقة أثرية وتاريخية يهودية، وضرورة إدراجها ضمن المسارات السياحية الاستيطانية بالضفة.
ويذكر انه تم رفع العلم الفلسطيني قبل أيام فوق قمة الجبل، على سارية يصل ارتفاعها الى 25 مترا، وتبلغ أبعاده (4 أمتار* 3.5)، بمبادرة وتنظيم من إقليم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ومشاركة بلدية بيتا.

أحدث أقدم