Adbox

وفا- تواصل سلطات الاحتلال محاولاتها للسيطرة على الأغوار الفلسطينية، من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي في المنطقة أو عبر اقتلاع أشجار زيتون وغيرها.
ولمواجهة اجراءات الاحتلال في ضم الأغوار، أنهت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤخرا، شق طريق تصل إلى مجموعة أحواض زراعية جنوب شرق طوباس، وهي مناطق استهدفتها قوات الاحتلال خلال العام المنصرم عدة مرات باقتلاع مئات أشجار الزيتون منها.
جهاد يوسف هو أحد المزارعين المستفيدين من الطريق الزراعية الجديدة، حيث تصل إلى حوض "أم الكبيش" الذي تمتلك فيه عائلته 25 دونما مزروعة بأشجار الزيتون.
وأوضح يوسف الذي تعرضت أشجاره للاقتلاع أكثر من مرة من قبل قوات الاحتلال، أن شق الطرق للمنطقة يسهل عليهم كمزارعين الوصول لأراضيهم والتواجد فيها بشكل يومي لفلاحتها وزراعتها باستمرار، كما يسهل على المزارعين الآخرين استغلال أراضيهم المتروكة دون استغلال.
بدوره، بين رئيس بلدية طمون جلال بني عودة، أن الطريق الزراعية التي شقتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤخرا تسهل على المزارعين وأهالي طمون الوصول إلى خمسة أحواض تقدر مساحتها بحوالي ألفي دونم، ومنها حوض "أم الكبيش" الذي تعرض لاستهداف عدة مرات.
وأشار إلى أن حوالي 500 شجرة زيتون تعرضت للاقتلاع العام المنصرم في المنطقة، إضافة إلى اقتلاع مئتي شجرة حرجية، وهدم خمس آبار تجميع مياه، خلال شهري حزيران وأيلول من العام المنصرم.
تنبع أهمية شق الطرق الزراعية بهذه المنطقة، كما قال بني عودة، بأنها تمكن المزارعين من وصول أراضيهم يوميا لاستصلاحها واستغلالها وزراعة المساحات غير المزروعة منها، كما أنها تسهل على أهالي طمون وغيرها الوصول للمنطقة للتنزه، خاصة أنها منطقة مسارات بيئية، وبالتالي فإن التواجد المستمر في هذه المنطقة سواء لأغراض سياحية أو زراعية يعيق أية مطامع للاحتلال فيها.
يتخوف الأهالي والمزارعون من وجود مخططات للاحتلال والمستوطنين للاستيلاء على هذه المنطقة، خاصة بعد استهدافها عدة مرات العام المنصرم، إضافة إلى أن المنطقة تشهد أحيانا تواجدا للمستوطنين الذين يأتون على شكل وفود سياحية.
بدوره، أوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، أن مشاريع شق الطرق التي تنفذها الهيئة تأتي ضمن خطة مواجهة مشروع ضم الأغوار ومشروع التهجير القسري للسكان، وتقوم هذه الخطة على تثبيت وجود المواطنين الفلسطينيين بشكل فردي وجماعي بهذه المناطق.
وأضاف ان تثبيت الوجود الفلسطيني بهذه المناطق يعتمد أساسا على تعزيز صمود السكان، وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية التي حرموا منها على مدار الخمسين عاما الماضية بسبب الاحتلال، وهذه الخدمات تشمل التعليم، والصحة، والطرق، وخدمات الماء والكهرباء.
ولفت عساف إلى أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان شقت منذ أواخر العام المنصرم وبداية العام الحالي مجموعة من الطرق في منطقة الأغوار، حيث تم شق طريق بطول 10 كم إلى خربة ابزيق، وطريق إلى منطقة المالح، وطريق إلى منطقتي البقيعة والرأس الأحمر، إضافة إلى الطريق الأخيرة التي تصل إلى عدة أحواض زراعية قرب طمون.
وأوضح أن الطرق تعتبر وسيلة لتسهيل وصول المواطنين لأراضيهم وتجمعاتهم المعزولة وربطها بالتجمعات الأخرى، فالطرق هي أداة التواصل الرئيسية التي تمنع عزل هذه التجمعات عن المدن والقرى بهدف تهجيرها قسريا.
وأشار عساف إلى أن مشاريع شق الطرق هي جزء من المشاريع التي تنفذها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لتعزيز صمود أهالي الأغوار، ومن هذه المشاريع تأسيس مراكز الحماية في المناطق المستهدفة ومنها الأغوار، وتعتمد بشكل أساسي على المجتمع المحلي وتشرف عليها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، حيث تعمل على مدار 24 ساعة وتقوم بالإنذار المبكر في حال وجود اعتداء استيطاني حتى يتدخل الأهالي لصده.
وشدد على أن عمل الهيئة في مناطق الأغوار وضمن خطة الطوارئ، يرتكز أساسا على التدخل العاجل لإعادة بناء المساكن التي يهدمها الاحتلال وإصلاح ما يتم تخريبه بشكل عاجل.
أحدث أقدم