Adbox

حديث القدس/ ضم دولة الاحتلال لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة الاسرائيلية عليها، بات مسألة وقت فقط لا غير، وانه اذا لم يتم ضمها في بداية الشهر القادم كما هو متفق عليه بين رأسي حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والعنصرية حتى النخاع، فان الضم قادم لا محالة بانتظار الفرصة المتاحة، والتي في اعتقاد دولة الاحتلال لا تثير ردود فعل محلية واقليمية وعالمية، تؤثر بدرجة او باخرى عليها، رغم ان هذه الدولة المتغطرسة تتحدى دائما المجتمع الدولي بدعم من الولايات المتحدة الاميركية وخاصة ادارة الرئيس ترامب الحالية التي هي متصهينة اكثر من الصهيونية نفسها، وتدعم كل سياسات الاحتلال المناهضة لشعبنا وامتنا العربية جمعاء.
وما دام الأمر كذلك فإن اعداد العدة الفلسطينية والعربية والاسلامية لمواجهة ذلك تتطلب ليس فقط الرهان على المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول الاخرى، إلا انه لن يثنى دولة الاحتلال عن تنفيذ سياستها القائمة اصلا ومنذ نشوء الحركة الصهيونية على الضم والتوسع وبناء المستعمرات، وتشريد الشعب الفلسطيني الذي يعد النقيض الاول لها ولوليدتها دولة الاحتلال.
وليس ايضا الرهان على المجتمع الاسرائيلي واحتمال تغيره وتحوله الى مجتمع يؤمن بالسلام، بل على العكس من ذلك فان جميع الدلائل والمعطيات تؤكد ان هذا المجتمع يزاد يوما بعد آخر يمينية وعنصرية وتطرفا ضد شعبنا، ويوميا نعيش ونرى ما يفعله المتطرفون والمستوطنون ضد اهلنا من حرق وقتل واعتداءات ما انزل بها من سلطان.
كما ان الرهان على الدول الصديقة والحليفة والمناصرة لشعبنا وقضيته رغم اهميته الكبيرة لان هذه الدول، اذا لم تجد من جانبنا، اي جدية عملية في مواجهة ليس فقط الضم الزحف وانما ايضا بقية مؤامرة التصفية المتمثلة بصفقة القرن، التي تصب قلبا وقاليا في صالح دولة الاحتلال، بل هي تصفية حقيقية لقضية شعبنا الوطنية في حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ومن هنا فان الرهان في البداية والنهاية هو على شعبنا وامتنا العربية، التي تمثل عمقه التاريخي، فشعبنا اثبت في جميع مراحل تطورات القضية انه على قدر المسؤولية وباستطاعته تقديم المزيد من الضحايا على مذبح قضيتة الوطنية التي من خلال نضالاته المتواصلة، وخاصة في اطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة اماكن تواجده استطاع ان يصل بقضيته الى الامم المتحدة والعالم اجمع، ولكن من خلال الوحدة الوطنية والنضال المشترك.
فالوحدة الوطنية والنضال المشترك والمتفق عليه هو سبيلنا الوحيد في البداية وفي المقدمة لضمان الدعم الفاعل والعملي لجميع الدول المؤمنة بحق الشعوب في التحرر والاستقلال، خاصة وان شعبنا هو آخر الشعوب القابعة تحت الاحتلال الغاشم والذي يعتبر آخر احتلال في العالم الذي تدعي بعض دولة خاصة الاوروبية منها انها تؤمن بالحرية والاستقلال وبحقوق الانسان.
ولذا فان مواجهة الضم الزاحف، لا يمكن ان يحقق اهدافه بدون مثل هذه الوحدة والنضال المشترك، بل ان بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، فان الضم سيمضي قدما، وسيدفع شعبنا ثمنه مضاعفا.
فما احوجنا في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضية شعبنا الى وحدة الصف، ووضع استراتيجية عمل موحدة وفاعلة وعملية لمواجهة هذه المرحلة والانتصار عليها والسير بقضيتنا نحو بر الامان وافشال جميع المؤامرات والتكالبات التي تستهدفها وتستهدف شعبنا وارضه وممتلكاته ومقدساته.

أحدث أقدم