Adbox
حديث القدس/ توقفت اسرائيل شكليا عن ضم مناطق في الاغوار قليلة السكان، نتيجة الضغوط الفلسطينية والعربية والدولية كما يؤكد رئيس الوزراء محمد اشتية وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الدولة الالماني للشؤون الخارجية الذي اكد تمسك بلاده بحل الدولتين والتزامها بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
والمانيا ليست الدولة الوحيدة التي تعارض ممارسات الاحتلال خاصة في ما يتعلق بضم الاراضي، وانما المجتمع الدولي بأكمله، ولكن الاحتلال وان توقف، مؤقتا، عن عمليات الضم الرسمية، فانه من ناحية عملية يواصل هذه السياسة المدمرة لكل القوانين الدولية والانسانية، وابرز الامثلة على هذه السياسة التوسعية هو المشروع الاستيطاني المعروف باسم «اي واحد» والذي يهدف الى بناء 3500 وحدة استيطانية وتمزيق الضفة الغربية وقطع الاتصال بين شمالها وجنوبها. وقد اعترضت على هذا المخطط مؤسسات حقوقية وآلاف المواطنين من عرب ويهود، ولكنه مستمر وسوف يدخل حيز التنفيذ رغم كل الاعتراضات.
هذا يعني ان اسرائيل عمليا لم تتوقف عن ضم ما تريده من اراض سواء بالبناء الاستيطاني او بممارسات المستوطنين الذين اقاموا السياج حول مساحات واسعة في الاغوار واعتبروها لهم وهم احرار في البناء والاستخدام دون اي اعتبار لأي معارضة او قانون.
ولعل ما يحدث في القدس من تهويد واستيطان وتهجير للمواطنين بالضغوط المختلفة هو من اسوأ ممارسات الاحتلال واخطرها على عاصمتنا الموعودة ، والذين يتابعون ما يجري او يعيشون بالمدينة المقدسة، يرون اكثر من غيرهم ويدركون المخاطر الجسيمة التي تعصف بها من كل النواحي.
ومن المؤسف والمخجل اننا نرى بعض العرب يمارسون التطبيع مع الاحتلال رغم كل هذه الممارسات كما اننا نستمع الى بعض المطبعين يتحدثون بكل الحقارة وانعدام المسؤولية والاخلاق والانتماء الوطني والانساني، عن ميزات اسرائيل وتفوقها والتعامل معها، وفي الوقت نفسه يوجهون الاساءات الينا والى نضالنا وتضحياتنا عبر التاريخ وهم بالواقع لا يعرفون التاريخ ولا ينتمون للانسانية اساسا.

في كل الاحوال فان علينا مواجهة سياسة الضم الصامت هذه وعلى العرب والعالم المتضامن معنا عدم الاكتفاء بالبيانات والادانة الكلامية وانما العمل لوقف ممارسات الاحتلال هذه.
أحدث أقدم