نصب
المستوطنون المتطرفون، أمس، خيمة كبيرة أمام المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات
الاحتلال الإسرائيلي، للاحتفاء بما يسمى “عيد العُرش” اليهودي المزعوم، وسط تنكيل
الاحتلال بالمصلين ومنعهم من دخوله، وتصعيد عدوانه ضد أهالي القدس المحتلة.
فيما
شدد الاحتلال خناقه الاقتصادي على المقدسييّن؛ ضمن الإغلاق بحجة الإحتفاء بالأعياد
اليهودية المزعومة ومواجهة وباء “كورونا”، مما سبب كارثة اقتصادية لتجارها
وأسواقها، أدت إلى تضرر زهاء 10 آلاف مقدسي من أصحاب المحال التجارية، وإغلاق 420
محالاً تجارياً منذ سبعة أشهر، بينما باتت 1200 عائلة مقدسيّة بلا مصدر دخل.
من
جانبها؛ قالت وزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الدينية الفلسطينية إن “المستوطنين
نصبوا خيمة سعف كبيرة في البلدة القديمة بمدينة القدس، مقابل المسجد الأقصى
المبارك، بمناسبة “عيد العُرش” اليهودي”، الذي يستمر الإحتفاء به من جانبهم حتى
يوم الجمعة المقبل.
وأفادت
الوزارة أن “قوات الاحتلال اعتقلت حارسين من حراس مقبرة باب الرحمة، وهما محمد
الشلادة وأحمد الدلال، من أمام باب الأسباط، شرق المسجد الأقصى في مدينة القدس
المحتلة”.
ويأتي
ذلك في سياق انتهاكات الاحتلال المتواصلة ضدّ حراس وموطفي الأقصى، عبر الاعتقال
والإبعاد والتضييق، بهدف ثنيهم عن دورهم في حماية المسجد وتأمينه.
وطبقاً
للأنباء الفلسطينية؛ فقد “صادقت محكمة الاحتلال على عدة قرارات هدم منازل لحراس
المسجد الأقصى، فضلاً عن قرارات أخرى تتمثل في إبعادهم عن الأقصى ومنعهم من السفر
بهدف ثنيهم عن دورهم في حماية المسجد وتأمينه”.
ونوهت
إلى أن “تصعيد الاحتلال بحق العاملين والمرابطين في المسجد الأقصى وحراسه، يندرج
في سياق المحاولات المتواصلة لتغيير الوقائع على الأرض داخل الأقصى، وتمرير تقسيمه
زمانياً ومكانياً”، تزامناً مع الدعوات المتكررة لما يسمى “جماعات الهيكل”،
المزعوم، لحث المستوطنين المتطرفين على اقتحام الأقصى بشتى الوسائل الممكنة خلال
الأعياد اليهودية.
بيد
أن حراس المسجد والمرابطين به يتصدّون دوماً لعدوان الاحتلال، بالرغم من ما
يتعرضون له من اعتقال وتنكيل، وإبعاد عن المسجد الأقصى وعن مدينة القدس ومنع من
السفر واقتحامات متكرر لمنازلهم.
وقد
اتهم تقرير فلسطيني قوات الاحتلال الإسرائيلي، باستغلال جائحة “كورونا”؛ لتصعيد
اعتداءاتها ضد المواطنين الفلسطينيين المقدسيين في القدس المحتلة، خلال الشهر
الماضي.
وأظهر
التقرير الشهري الصادر عن شبكة “ميدان القدس”، أن “الاحتلال صعد من اعتداءاته
واقتحاماته للمسجد الأقصى واعتقال وإبعاد المرابطين وموظفي الأوقاف، إضافة إلى
استغلال جائحة “كورونا” للتضييق على المقدسيين”.
وأفاد
التقرير أن 1580 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال الشهر المنصرم، فيما
هدمت آليات الاحتلال 24 منزلاً ومنشأة مختلفة.
واعتقل
جيش الاحتلال خلال الشهر الماضي 82 مقدسياً، وثبّت الاعتقال الإداري للنائب
المقدسي أحمد عطون لمدة 4 أشهر، فيما أبعد 19 مقدسياً عن الأقصى، بينهم سيدتان و4
من موظفي الأوقاف، وأبعد المواطنة الفلسطينية “مريم العجلوني” عن مدينة القدس.
ومنع
الاحتلال، الناشط المقدسي يعقوب أبو عصب من السفر، والناشطة هنادي حلواني من
التواصل مع قائمة حددها الاحتلال، كما فرض الإقامة الجبرية على محافظ القدس عدنان
غيث، ومنعه من التواصل مع قائمة حددها الاحتلال.
فيما
شدّد الاحتلال الخناق على البلدة القديمة، ومنع المقدسيين من الوصول إليها، مما
سبب كارثة اقتصادية لتجار القدس، كما فرض إغلاقاً شاملاً منذ الشهر الماضي ولمدة 3
أسابيع في القدس المحتلة بحجة الأعياد اليهودية وتفشي وباء “كورونا”، ومنع المصلين
من خارج البلدة من الصلاة في الأقصى.
وقد
تسبب التضييق الإسرائيلي المتواصل ضد القدس المحتلة إلى إغلاق 420 محالاً تجارياً
منذ سبعة أشهر، وإغلاق 365 محالاً منذ العام 2015، فيما باتت 1200 عائلة لتجار
القدس بلا مصدر دخل، فضلاً عن تضرّر أكثر من 10 آلاف مقدسي من أصحاب المحال
اقتصادياً.
وفيما
يتعلق بجائحة كورونا، فقد سجلت القدس 25 حالة وفاة ليصل عدد الوفيات منذ بداية
الوباء إلى 65، كما سجلت 2424 إصابة ليصل عدد الإصابات منذ بداية الوباء إلى 9675.
ويتواصل
عدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني عبر شن حملة يومية واسعة من الاعتقالات
والاقتحامات؛ حيث كشف تقرير أصدره مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن سلطات الاحتلال
اعتقلت 320 فلسطينياً خلال الشهر الماضي، بينهم 32 طفلًا و9 نساء، و4 صحفيين،
ونائبين، فيما ارتقى شهيد جديد للحركة الأسيرة.
وقال
المركز في تقريره، الذي صدر أمس، إن قوات الاحتلال صعدت من اعتقالاتها بحق
الفلسطينيين رغم الخطر المحدق بهم نتيجة جائحة “كورونا”. وأوضح أن “قوات الاحتلال
اعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين بعد إصابتهم بجروح بعضها خطيرة، خلال اقتحامها
للمدن، وكذلك على الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة”. ولفت المركز إلى
أن “الاحتلال صعد من هجماته ضد الصحفيين، واعتقل 4 منهم الشهر الماضي، كما واصل
استهداف النساء الفلسطينيات بالاعتقال والاستدعاءات للتحقيق، حيث رصد 9 حالات
اعتقال لهن، و32 حالة اعتقال لقاصرين، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة”.