جريدة القدس - حديث القدس/ الأوضاع في مدينة القدس الشرقية وخاصة البلدة القديمة يرثى لها، بسبب الاجراءات والانتهاكات الاحتلالية الرامية الى تغيير طابع وتاريخ المدينة في إطار سياستها الرامية الى تهويدها وأسرلة ما يمكن أسرلته، في محاولة ايضا من دولة الاحتلال لترحيل أهلها عنها وإحلال المستوطنين.
وفي
الوقت الراهن فإن الهجمة الرئيسة في القدس تستهدف التجار والمحال التجارية، الى
جانب الهجمات الأخرى التي تستهدف المقدسات والمنازل وغيرها الكثير الكثير.
وهذه
الهجمات على المدينة وأهلها تصاعدت في أعقاب اعتراف الادارة الاميركية الحالية،
والمتصهينة أكثر من الصهيونية نفسها، بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها
اليها واغلاق القنصلية الاميركية في القدس الشرقية.
وجاءت
الحملة المقدسية التي أطلقها نشطاء لدعم تجار البلدة القديمة تحت شعار «التسوق ولو
بعشرة شواكل»، لتوضح مدى الهجمة الشرسة التي تقودها سلطات الاحتلال ضد التجار
والمحال التجارية في المدينة.
وتهدف
هذه الهجمة كما غيرها من الهجمات إلى إجبار أصحاب هذه المحال على إغلاقها خاصة في
زمن الكورونا، حيث تزعم سلطات الاحتلال بأن الاغلاق هو لتفادي انتشار الوباء في
حين ان هناك أهدافا أخرى.
إن
المخالفات والضرائب التي تفرضها سلطات الاحتلال على اصحاب المحال التجارية،
والرامية الى إجبارهم على تركها، خاصة وان الدخل لا يساوي قيمة هذه الضرائب
والمخالفات، الأمر الذي اضطر اصحاب العديد من المحال على إغلاقها لعدم قدرتهم على
دفع هذه الضرائب الباهظة جدا، والتي تحمل اهدافا سياسية خاصة بعد أن منعت سلطات
الاحتلال مواطني بقية أرجاء الضفة الغربية من الوصول للمدينة، حتى في أيام الجمع
لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك.
إن
مبادرة النشطاء المقدسيين هي مبادرة تستحق التأييد والتثمين لأنها تقف الى جانب
التجار في مواجهة الهجمة الشرسة التي تستهدفهم.
وهذا
الأمر يتطلب ويستدعي من الجانب الفلسطيني، قيادةً وفصائل، مواصلة تقديم الدعم لهذه
الفئة، حتى يتسنى لهم الحفاظ على محالهم التجارية وافشال المخططات والاهداف
الاحتلالية.
كما
ان أهلنا في الداخل الفلسطيني تقع عليهم مسؤولية التسوق من أسواق البلدة القديمة،
لدعم الحركة التجارية فيها والتي تعاني من أوضاع وظروف صعبة للغاية.
وبإمكان
أهلنا في الداخل أيضا القيام بمبادرات كالتي أعلنها النشطاء في المدينة، خاصة لدى
قدومهم للقدس لأداء صلاة الجمعة وغيرها من الأيام الأخرى.