نص
كلمة الرفيق صالح رأفت الأمين العام للاتحاد الديمقراطي
الفلسطيني "فدا" في الدورة الدراسية الافتراضية لكوادر
الأحزاب اليسارية للدول العربية التي عقدتها دائرة العلاقات الخارجية في الحزب
الشيوعي الصيني في الفترة 9 إلى 12 نوفمبر 2020
الرفاق
الأعزاء في الحزب الشيوعي الصيني الصديق
الرفاق
الأعزاء في الأحزاب اليسارية الفلسطينية والعربية الشقيقة
أتوجه
لكم بأسمى آيات التحية والتقدير بالنيابة عن نفسي والأصالة عن رفاقي في اللجنة
المركزية والمكتب السياسي لحزبنا – الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" –
وعموم كوادر وأعضاء الحزب، وأعرب لكم عن عظيم سعادتي بهذا اللقاء الذي يجمعنا - الدورة
الدراسية الافتراضية لكوادر الأحزاب اليسارية للدول العربية – وأتقدم بخالص الشكر
والامتنان للرفاق في دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني على مبادرتهم
في عقدها، وأشاركهم في الأهمية التي يعلقونها على عقدها؛ لأن " مكافحة
الجائحة وتحقيق التعافي بالتضامن وتعزيز
التعاون في هذا المجال تمثل تطلعات مشتركة للصين والدول العربية"، من جهة،
و" من أجل تعميق التواصل بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب اليسارية في
الدول العربية، وتعزيز التبادل الفكري وترسيخ الثقة السياسية المتبادلة فيما بينها"،
من جهة ثانية"، ولـ "دفع تطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين
الصين والدول العربية إلى الأمام باستمرار"، من جهة ثالثة.
دعوني
أبدأ، رفيقاتي ورفاقي الأعزاء، من آخر التطورات، وهي نتائج الانتخابات الرئاسية
الأمريكية. هنا قد يسأل سائل "وما علاقة ما يحدث في أمريكا ونتائج الانتخابات
فيها بموضوع هذه الدورة وبتعزيز العلاقة بين الأحزاب اليسارية العربية ورفاقنا في
الحزب الشيوعي الصيني؟".
طوال
أربع سنوات من حكمه تجبر ترامب وطغى في سياساته، إن على الصعيد الداخلي الأمريكي،
أو على الصعيد الخارجي.
في
الداخل الأمريكي مارس ترامب سياسات غاية في العنصرية كانت حادثة المواطن الأمريكي
الأسود جورج فلويد، والذي سحل بطريقة بشعة على أيدي الشرطة الأمريكية وهو يقول
"أريد أن أتنفس"، أكبر مثال حي على هذه السياسة العنصرية. وفي الشأن
الداخلي الأمريكي، أيضا، لا يغيب عنا الطريقة اللامبالية التي تعامل فيها ترامب مع
الوباء ما أدى إلى تفاقمه، مفضلا بذلك الانتعاش الاقتصادي على حساب حياة البشر.
هذا
في الداخل الأمريكي، وبشأن الخارج انتهج ترامب سياسة عدوانية عمد من خلالها إلى
الغاء الاتفاق النووي مع إيران، وفرض فيها عقوبات ظالمة على كل من الصين وروسيا
وإيران وفنزويلا، وشن حربا تجارية على الصين. وفي الشأن الفلسطيني، وأنا هنا أعرض
بعض الأمثلة فقط لأدلل على سياسة الولايات
المتحدة الأمريكية العدوانية، سعى ترامب وبشكل مباشر ووثيق مع شريكه الفاسد رئيس
حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شرعنة الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا
الفلسطينية وتأبيد وتوسيع هذا الاحتلال، ولا أريد أن أفصل سلسلة القرارات التي
اتخذها بهذا الشأن، فكلكم على ما أعتقد تعرفونها.
ما
أريد أن أقوله باختصار، وهذا رأي حزبنا – الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني
"فدا"- أن هذا هو مآل كل سياسات الدول التي تنتهج نهج العنصرية
والاستعلاء والتوسع والعدوان تجاه شعوبها وتجاه شعوب الدول الأخرى، فهزيمة ترامب
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي هزيمة لهذا النهج الذي تمثله الامبريالية، من
جهة، وانتصار لكل الدول والأنظمة التي تعتمد سياسات التضامن والتعاون والحوار في
مواجهة التحديات العالمية كالوباء وغيرها، من جهة ثانية، وبرأينا في حزب فدا، فإن
السياسة الصينية مثال حي وساطع على هذا النجاح الذي أتحدث عنه، سواء كان على صعيد
المكاسب الجمة التي حققها الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني لشعب الصين الصديق، أو
على مستوى العالم من خلال الحضور النشط للصين في كل المجالات.
نعم.
أقولها بكل إيمان وثقة. بهذه الدورة الدراسية الافتراضية، وبمزيد من التعاون متعدد
الأشكال بيننا جميعا، وبشكل ثنائي بين كل حزب يساري فينا وبين الحزب اليساري
الآخر، نستطيع أن نحقق الفارق، ونحقق الهدف المطلوب، ليس إحراز النصر على
الامبريالية وسياساتها النيوليبرالية المتوحشة، فهذا تحصيل حاصل، بل إحراز التقدم والرفاه
والسلام الذي ننشده جميعا لدولنا وشعوبها وللبشرية جمعاء.
قضايا
عديدة يمكن العمل عليها من أجل إحراز هذا النصر الذي ننشده جميعا، أظن أن التعاون
بين أحزابنا لإنجازها سيكون مثار بحث في هذه الدورة، لكن أنوه إلى أهم وأخطر وأعمق
قضية سياسية وأممية أرى أنها اختبار للجميع، سينجحون فيه بالتأكيد، هي القضية
العادلة لشعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال الناجز والعودة.
يجب
أن نعمل جميعا، ومن أحرى بنا كأحزاب يسارية في العمل من أجل ذلك، وفي مقدمتنا
الحزب الشيوعي الصيني الصديق والدولة الصينية الصديقة، يجب أن نعمل من أجل
الانتصار لهذه القضية العادلة، وذلك كل من موقعه، وفي نفس الوقت بشكل مشترك، من
أجل التصدي لمحاولات كيان الاحتلال الاسرائيلي ومعه داعمته الأولى في العالم –
الامبريالية الأمريكية – من أجل تصفية هذه القضية، وذلك من خلال تأكيد أحزابنا
بالعمل معا وكل في إطار دولته من أجل الانتصار للقضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل
لها على أساس قرارات الشرعية الدولية وإعادة المسار للعملية السياسية وفقا لذلك.
إننا
ندعوكم لتأكيد موقفكم الرافض لما تسمى "صفقة القرن" الأمريكية،
باعتبارها خطة تصفوية للقضية الفلسطينية، تزيح قضايا القدس واللاجئين عن طاولة المفاوضات،
كما نتطلع لتأكيد موقفكم المعارض لمخططات الضم والاستيطان التي تنتهجها إسرائيل،
القوة القائمة بالاحتلال، والتعبير بشكل واضح ومحدد أن تلك الصفقة التي نسميها
صفعة، ومعها مخططات الضم والاستيطان الاسرائيلية، هي قضاء على حل الدولتين وتمرد
على القانون والنظام الدوليين.
إننا
نتطلع لدور أكثر فعالية للصين من أجل إيجاد حل عادل لقضيتنا الفلسطينية على أساس
القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وندعو الصين الصديقة، تحديدا،
من أجل دعم تحقيق مبادرة الأخ الرئيس محمود
عباس رئيس دولة فلسطين من أجل عقد مؤتمر دولي، كامل الصلاحيات، وبمشاركة
الأطراف المعنية كافة، ابتداء من مطلع العام القادم، بهدف الانخراط في عملية سلام
حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، وبما يؤدي
إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس
الشرقية على حدود العام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية
اللاجئين استنادًا للقرار 194.
نداؤنا
في هذا اللقاء المبارك: لا تتركونا وحيدين.. كنتم أصدقائنا الصينيين أول الداعمين
لثورتنا الفلسطينية ونحن على ثقة أنكم ستستمرون في دعم نضال شعبنا العادل..
إن
انتصار قضية فلسطين انتصار لنا جميعا، انتصار لكل أحزابنا اليسارية، انتصار
للاشتراكية، وهو كذلك انتصار لكل الأحرار والشرفاء في العالم، وسيكون، بالتأكيد،
هزيمة للإمبريالية وللإرهاب الذي تمثله.
جزيل
الشكر لكم جميعا، وشكرنا الخاص للرفاق في دائرة العلاقات الخارجية في الحزب
الشيوعي الصيني على مبادرتهم بعقد هذه الدورة الدراسية.
2020/11/10