Adbox

 


قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية، ان إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، تواصل عزل الأسيرين وائل الجاغوب وعمر خرواط والاسيرتين فدوى حمادة ونوال فتيحة، في ظروف اعتقالية صعبة وشروط حياتية قاسية في زنازين العزل الانفرادي، منذ فترات متفاوتة، بعيداً عن باقي الأسرى ودون تواصل مع العالم الخارجي.

واضافت في تصريح وصل معا: تم عزل الأسير وائل الجاغوب منذ حوالي 7شهور في عزل سجن مجدور، والأسير عمر خرواط في عزل هشارون منذ قرابة شهر ونصف، فيما يتم عزل الأسيرتين فدوى حمادة منذ ثلاثة شهور والأسيرة نوال فتيحة منذ عشرة ايام في زنازين سجن الدامون.

من جانبه قال حسن قنيطة رئيس لجنة ادارة الهيئة في المحافظات الجنوبية، أن العزل يعني وضع الأسير/ة في زنزانة صغيرة، وهي عبارة عن مكان ضيق ومعتم ورديء التهوية، وخالي من مظاهر الحياة المختلفة، ويتم العزل تماما عن الأسرى والعالم الخارجي وتُفرض على المعزول/ة اجراءات مشددة لإبقائه في حالة حصار دائم وحرمان مستمر من أبسط مظاهر الحياة الاجتماعية والإنسانية. لذا تُوصف زنازين العزل بـ "مقابر الأحياء".

واضاف: لقد مررت بتجربة العزل فترات طويلة وذقت مرارته عدة مرات، ويمكنني التأكيد على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجأت الى العزل الانفرادي منذ بدايات الاحتلال، وانتهجتها سياسة ثابتة في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين، ومن ثم أنشأت أقساماً جديدة وزنازين عزل اضافية، والتي كان أسوأها وأكثرها بشاعة قسم عزل "نيتسان" في سجن الرملة، وهو أحد أماكن العزل الرهيبة تحت الأرض والتي تشبه القبور الصغيرة.

وأشار قنيطة إلى ان المكوث في "العزل" قد يكون قصير المدى، لأيام واسابيع، وقد يجدد من قبل اجهزة الأمن و المحاكم الصورية لشهور متتالية والتي يمكن أن تتجاوز السنة فأكثر. وقد يكون مفتوحاً ويستمر لسنوات طويلة. وهناك من النماذج المريرة لأسرى أمضوا عشر سنوات، بل عشرين سنة وما يزيد في العزل الانفرادي.

بدوره قال الأخ عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى وعضو لجنة ادارة الهيئة في المحافظات الجنوبية: أعتقد أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين قد مرّوا بتجربة العزل الانفرادي، أثناء التحقيق، خاصة أولئك الذين مرّوا على السجون المركزية، فيما الآلاف من الفلسطينيين مكثوا في زنازين العزل الانفرادي لفترات متفاوتة ما بعد انتهاء التحقيق وخلال سنوات سجنهم.

وأوضح فروانة بأن "العزل الانفرادي" يُعتبر من أقسى أشكال التعذيب، الجسدي والنفسي، وتلجأ إليه سلطات الاحتلال كوسيلة للضغط على المعتقل أثناء التحقيق لانتزاع الاعترافات منه، وكذلك تلجأ إليه كوسيلة للانتقام لما قام به الأسير من عمل مقاوم قبل اعتقاله، وأحيانا لإحداث حالة ارباك ولا استقرار بين صفوف الأسرى وعزل الأسرى المؤثرين وقيادات الحركة الأسيرة والحد من تأثيرهم على الآخرين، بالإضافة الى استخدامه كأداة للضغط في حالة الحراك النضالي والاضرابات عن الطعام، الجماعي أو الفردي، أو للعقاب الفردي بسبب أمور تافهة أو تحت ذرائع مختلفة.

وبيّن فروانة أن سلطات الاحتلال وعبر أدواتها الفاعلة في السجون، تهدف من وراء العزل الانفرادي، بأشكاله المتعددة، الى الضغط على المعتقل الجديد ودفعه نحو الانهيار وتقديم الاعترافات والمعلومات خلال فترة التحقيق معه، وكذلك إلى الانتقام من الأسرى الذين نفذوا عمليات فدائية قبل اعتقالهم وكانت مؤلمة للاحتلال، بالإضافة الى التأثير على الأسرى داخل السجون وواقع الجماعة والتأثير على ارادتهم وتحطيم معنوياتهم وإلحاق الضرر والأذى الجسدي والنفسي بهم، كجماعة وأفراد. مؤكدا على أن العزل الانفرادي لا يمكن أن يمر دون أن يترك أثاره السلبية على صحة ونفسية الأسير، لاسيما ان طالت فترة العزل وامتدت لسنوات طويلة، وهناك نماذج مؤلمة في هذا الصدد.

وحول مواقف القانون الدولي، قال فروانة: أن الاتفاقيات الدولية أجازت قيام الدولة الحاجزة بفرض عقوبات تأديبية "كالحبس أو الغرامات المالية أو العمل الشاق" في سجونها ومعتقلاتها، لكنها في الوقت ذاته اعتبرت المبالغة في تطبيق تلك العقوبات وفرض شروط غير منطقية على المعتقلين، يُشكل جريمة.

وأضاف: ولأن العزل الانفرادي هو مبالغة في تطبيق العقوبة، فهو ممنوع دوليا، ويتعارض مع اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984، حيث يعتبر العزل الانفرادي من أنماط التعذيب الجسدي والنفسي، كما ويتعارض والفصل التاسع من اتفاقية جنيف الرابعة، بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، المتعلق بالعقوبات، وخاصة المواد (117-118-119).

أحدث أقدم