قال
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن ما ارتكبته قوات الاحتلال
الاسرائيلي مساء أمس والليلة الماضية في المسجد الأقصى المبارك حيث أصيب ما يزيد
عن 200 مدني فلسطيني وطبيعة الاصابات التي تركزت في الأجزاء العلوية من الجسم
خصوصا في العيون ــــ قال إنها تعبر عن ارهاب دولة منظم وجريمة متكاملة الأركان
ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وأضاف
"فدا" أن ذلك يستدعي جملة من الاجراءات الدولية على القيادة الفلسطينية
التحرك العاجل دبلوماسيا وسياسيا من أجل ضمان اتخاذها بما في ذلك العمل مع مجلس
حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف لإدانة هذه الجرائم الاسرائيلية وارسال
بعثة تقصي حقائق دولية إلى القدس المحتلة للوقوف عليها وتوثيقها ورفع توصيات على
ضوئها، وفي نفس الوقت الطلب من المحكمة الجنائية الدولية في بروكسل من أجل قول
كلمتها بهذا الصدد، وتجديد الطلب من مجلس الأمن الدولي في جنيف لتوفير نظام حماية
دولية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات التي يتعرض لها سواء من قوات الاحتلال أو
المستوطنين أو كليهما معا أو عبر أجهزة كيان الاحتلال المختلفة.
كما
دعا "فدا" لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي والمنظمة
برمتها ومعهما جامعة الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه شعبنا الفلسطيني
وأرضه ومقدساته وخصوصا تجاه القدس وما تمثله لشعبنا والأمتين العربية والاسلامية
والعالم أجمع، محذرا من أن شعبنا ومعه أبناء أمته العربية والاسلامية لن يغفرا
لهذه الهيئات والمنظمات العربية والاسلامية أي تقاعس بهذا الصدد.
وطالب
"فدا" الدول العربية التي تقيم علاقات مع كيان الاحتلال، سيما الدول
التي انخرطت حديثا في اتفاقات التطبيع المجاني والمذل معه، بوقف هذه العلاقات،
مشددا على أن ما جرى في المسجد الأقصى أثبت خطأ، بل خطيئة ما ارتكبته تلك الدول
بحق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وحجم التنازل المجاني الذي قدمته لذلك الكيان
الغاصب.
وأوضح
"فدا" أن كيان الاحتلال فهم التطبيع المجاني لهذه الدول انطلاقا من
طبيعته العدوانية-العنصرية والاستعمارية والتوسعية وكانت الترجمة العملية لذلك
الفهم هذه الجريمة الأخيرة التي ارتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين وهم يمارسون
حقهم الذي كفلته لهم كل القوانين والأعراف الدولية بأداء صلواتهم في مكان ديني له
حرمته ويحظى برمزية على مستوى العالم الاسلامي هو المسجد الأقصى.
وشدد "فدا" على أن الاعتداءات التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المسجد الأقصى مساء أمس والليلة الماضية هي بذات الخطورة التي تمثلها اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على أهلنا في حي الشيخ جراح والمحاولات الاسرائيلية المستمرة لترحيل عشرات العائلات المقدسية من بيوتها فيه، وقال بأنه لا يجب السماح بحال من الأحوال تحقيق عمليات التهجير القسري هذه ولا السكوت على تلك الاعتداءات الاسرائيلية.