قال
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن الادارة الأمريكية الجديدة
برئاسة جو بايدن، ومن خلال تعطيلها لثلاث مرات إصدار بيان من مجلس الأمن الدولي
يدين العدوان الاسرائيلي ويطالب بوقفه، تدلل عمليا أنها لا تختلف عن الادارة
الأمريكية المنصرفة بزعامة (ترامب)؛ فالتغييرات التي حاولت إدارة بادين إظهارها في
خطابها أو لغة أو مفردات هذا الخطاب، انفضحت وسقطت مع أول اختبار عملي تمثل بهذا
العدوان الاسرائيلي الذي نشهده، وبالتالي فإن هذه التغييرات شكلانية لا يمكن
التعويل عليها فلسطينيا، بل لا يجب التعويل عليها، ومن يفعل ذلك يكن مصيره كحال من
يعلق آماله على السراب.
وأضاف
"فدا" أن التعطيل الأمريكي المتكرر لصدور بيان عن مجلس الأمن الدولي،
ومعه التصريحات الأمريكية المتكررة التي تلقي باللائمة على شعبنا وتؤكد على
"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، هي مواقف مدانة ومستنكرة وتعبر عن
واقع حال الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها المثال الأبرز على مستوى العالم للقوة
الاستعمارية الأولى في العالم والداعم الأول لإسرائيل في احتلالها وعنصريتها وكل
جرائمها.
وتابع
"فدا" أنه يرى، وأمام هذا السلوك الأمريكي الاستعماري، بضرورة التوجه
هذه المرة إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يطالب بإدانة العدوان الاسرائيلي على قطاع
غزة ويدعو لوقفه فورا، ويطالب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بالتوقف عن كل
جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي-الانساني ولقرارات الشرعية
الدولية، بما يشمل التوقف عن كل أشكال الاستيطان ومصادرة الأراضي وعمليات الاعدام
الميداني للمدنيين العزل، والاعتقالات العشوائية، وعمليات هدم البيوت والتطهير
العرقي والتهجير القسري للسكان، وكذلك التوقف عن انتهاك حرمة الأماكن المقدسة
المسيحية والاسلامية.
ودعا
"فدا" القيادة الفلسطينية للعمل مع المجموعة العربية والاسلامية في مجلس
الأمن من أجل تقديم مشروع هذا القرار وحشد الأصوات اللازمة لتمريره.
وشدد
"فدا" أنه في حال استخدام أمريكا الفيتو، علينا التوجه للجمعية العامة
للأمم المتحدة، تحت بند متحدون من أجل السلام؛ فلا يجب أن نخضع للترهيب أو الضغوط،
ولا يجب أن نستسلم، بل علينا أن نفضح جرائم الحرب الاسرائيلية ونسعى لوقفها، كما
علينا مواصلة التحرك دبلوماسيا وسياسيا لدى كل المحافل الدولية لتوسيع دائرة
الادانة الدولية لإسرائيل ومن أجل مقاطعتها وصولا لعزلها.
وعلى
الأرض، دعا "فدا" كل فصائل العمل الوطني والاسلامي، وجميع جماهير شعبنا،
إلى مواصلة تحركاتهم الميدانية، خصوصا على نقاط التماس، للوقوف في وجه اعتداءات
قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، في القدس وعلى امتداد المحافظات الشمالية (الضفة
الغربية)، وتوجه بالتحية لأهلنا في أراضي عام 48 على صمودهم وتصديهم لاعتداءات
قوات وشرطة الاحتلال والمستوطنين، كما حيا شعبنا في المخيمات ومراكز اللجوء
والشتات على المسيرات والتحركات التي خرجوا بها، وحيا أيضا الشعوب العربية الشقيقة
على الفعاليات التضامنية الحاشدة التي نظموها، خصوصا مسيرات العودة التي خرجت في
الأردن ولبنان وسوريا باتجاه الحدود، وحيا كذلك التضامن الدولي مع شعبنا، والذي لم
نشهد له مثيلا في العقود الأخيرة خصوصا في معظم الولايات الأمريكية، داعيا إلى
استمرار هذه الفعاليات التضامنية وتكثيفها وتوسيعها وتنويع أشكالها على امتداد
العالم بأسره.
وإذ
يجدد "فدا" التحية لأرواح الشهداء ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى، فإنه
يؤكد أن هذه المعركة المشرفة، وأن هذا الصمود البطولي الذي يسطره شعبنا، وعلى
الرغم من محدودية الامكانيات والفارق الكبير في ميزان القوى، قد أعاد فلسطين وبقوة
إلى الخارطة الجغرافية والسياسية العالمية، كما وحد الشعب الفلسطيني في كل أماكن
تواجده، ومن هنا يشدد "فدا" على ضرورة التحلي بأعلى درجات المسؤولية
الوطنية، وعلى ضرورة التكاتف والتلاحم والتضامن، وذلك من أجل المراكمة على ما تحقق
في هذه المعركة رغم كل الآلام وفداحة الخسائر، خصوصا البشرية، وذلك من أجل تقصير
المدة اللازمة لكسب النصر على المحتل ودحره عن أرضنا.