Adbox

 


توجه الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" لمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة بالتحية والتقدير لأبناء شعبنا في عموم فلسطين التاريخية، بدءا من القدس العربية عاصمة دولتنا الفلسطينية القادمة لا محالة، ومرورا بكل مدينة وقرية ومخيم في الضفة الغربية الأبية وقطاع غزة العزة، وليس انتهاء بأراضي عام 48  حيث أهلنا في الجليل والنقب والمثلث الذين يشكلون الجزء الأعز على القلب، مؤكدا أن الصمود الأسطوري الذي سطروه في وجه آلة الحرب الاسرائيلية لليوم الرابع على التوالي، أكبر رد على أن جريمتهم التي اقترفوها عام 1948 وأرادوا منها أن تكون نكبة، لم تأت خواتيمها كما كانوا يشتهون؛ فالمخطط الذي أرادت الصهيونية تنفيذه عبر تلك الجريمة الارهابية والمدعومة من كبريات القوى الاستعمارية في حينه وعلى رأسها بريطانيا، وكان يهدف لمحو اسم فلسطين وشعبها عن الخارطة، يتبدد اليوم بدماء الشهداء الذين ارتقوا، والجرحى الذين أصيبوا، على طول البلاد، بلادنا التي ليس لنا غيرها بلاد، من بحرها إلى نهرها، وبفضل صبر أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء ومراكز الشتات، والذين لم تتحول أنظارهم يوما عن فلسطين، وبقيت بوصلتهم نحوها  بانتظار عودتهم الأكيدة إليها، وما المسيرات الشعبية التي اندفعت اليوم من الأردن ولبنان باتجاه الحدود إلا أسطع مثال على ذلك.

ونوه الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إلى أن العصابات الصهيونية التي ارتكبت ما ارتكبت، واقترفت ما اقترفت، في ذلك اليوم الأسود من عام 1948، كانت تظن أن يتبدد الشعب الفلسطيني أو أن يصبح مجموعة من الجماعات المعزولة والمشتتة لا داعم لها ولا نصير، فجاءت هذه الانتفاضة الشعبية التي انطلقت شرارتها من حي الشيخ جراح في القدس، لتقلب السحر على الساحر، ولترد كيد الكائدين إلى نحورهم، فها هي المظاهرات والفعاليات والمهرجانات الداعمة والمتضامنة مع شعبنا تعم العالم بأسره، وبشكل لم نسبق له مثيل، على الأقل في العقود الأخيرة، حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية حامية "إسرائيل" والداعمة الأولى لها لم يستطع متحدثوها، رغم استمرارهم في المناورات وسياسة المعايير المزدوجة، إلا أن يعترفوا بأن ممارسات جيش الاحتلال التي ارتكبها بحق أهالي حي الشيخ جراح هي السبب وراء كل هذه الموجة من التصعيد!

فضلا عن ذلك، قال "فدا" لمناسبة ذكرى النكبة التي تصادف يوم غد السبت: إن الشعب الفلسطيني، ورغم الانقسام السياسي المؤلم والمستمر منذ 15 عاما، وجد نفسه موحدا في هذه الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وأن "إسرائيل"، التي ظنت نفسها قد نجحت في كي الوعي الفلسطيني أو اثخان الجسد الفلسطيني، كانت تعيش وهما عميقا استفاقت منه على وقع هذا الصمود البطولي الذي يسطره شعبنا بما في ذلك داخل أراضي عام 48 حيث ظنت تل أبيب أنها سلخت الفلسطينيين فيه عن باقي أبناء شعبهم، وزيادة على ذلك، فقد أثبتت، المواجهات في الميدان مع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الارهابيين، والتظاهرات في قلب مدن وعواصم العالم تضامنا مع شعبنا، أثبتتا حضورا لافتا للأجيال الفلسطينية الصغيرة والناشئة التي ما عاشت مرحلة النكبة ولا شهدت أهوالها، وبذلك ذهبت مزاعمهم القائلة " إن الكبار يموتون والصغار ينسون" إلى مزابل التاريخ.

أما أنظمة الردة العربية التي دخلت حديثا إلى حظيرة التطبيع، فأكد "فدا" أن مزاعمها القائلة " إن الفلسطينيين باتوا عبئا" غدت مجرد فقاعات لفظتها شعوب أمتنا العربية التي خرجت بالآلاف تهتف لفلسطين وشعبها وقضيتها باعتبارها قضية العرب الأولى شاء من شاء وأبى من أبى، بل إن تلك الأنظمة العملية باتت خجلى من ركاكة ردود أفعالها على حجم الارهاب وإرهاب الدولة الذي تمارسه "إسرائيل" وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تقترفها بحق الشعب العربي والفلسطيني، ولا أقل الآن ، كما نطالب ومعنا شعبنا وأبناء أمتنا، من أن تسحب الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" بطرد السفراء الاسرائيلين المعتمدين لها، وبسحب سفرائها منا.

ووجه "فدا" في بيانه لمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة التحية والاجلال والاكبار لأرواح الشهداء الذين ارتقوا وما زالوا يرتقون على امتداد أراضي فلسطين التاريخية، ودعا إلى استمرار هذه الانتفاضة وكل أشكال المقاومة الشعبية في وجه قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، وشدد على ضرورة أن يستمع المجتمع الدولي للنداءات الفلسطينية، وكل نداءات الأصدقاء والأحرار والشرفاء في العالم، وأن يتحرك من أجل وقف فوري لهذا العدوان الاسرائيلي، والذي يمثل ارهاب دولة وجرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، وأن يبادر مجلس الأمن الدولي، وبشكل عاجل، باقرار نظام خاص لتأمين الحماية الدولية لشعبنا، وتهديد "إسرائيل" بفرض عقوبات عليها وصولا إلى معاقبتها وعزلها، في حال لم توقف هذا العدوان، ولم توقف مخططها لتهجير سكان حي الشيخ جراح من بيوتهم، ولم توقف الاستيطان، ولم ترتدع عن اطلاق يد المستوطنين الارهابين، ولم تكف عن دعهم ودعم جرائمهم  واعتداءاتهم على المواطنين والمقدسات المسيحية والاسلامية.

أحدث أقدم