Adbox

 


جريدة القدس - حديث القدس/ الجرائم التي ترتكبها ادارات سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب في تزايد مستمر والحديث عنها قد يطول، وأشرنا اليها في اكثر من حديث، خاصة وان هذه الانتهاكات ترتقي لمستوى جرائم الحرب التي تعاقب عليها محكمة الجنايات الدولية المختصة بجرائم الحروب وانتهاكات حقوق الانسان كالتي تقوم بها دولة الاحتلال.

غير ان التحالف الاستراتيجي بين دولة الاحتلال والادارة الاميركية وكذلك التأييد الغربي لدولة الاحتلال خاصة من قبل الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان والتي ساهمت، بل أقامت دولة الاحتلال على أنقاض شعبنا، تحول حتى الآن دون تقديم قادة الاحتلال لهذه المحكمة لمحاكمتهم على ما يقترفونه بحق شعبنا وأسرانا الذين هم والشهداء أكرم منا جميعاً، فهم ضحوا بأرواحهم وحريتهم من أجل ان ينال شعبنا حريته واستقلاله من آخر احتلال عسكري اقتلاعي عنصري على وجه المعمورة.

غير ان ما نود الحديث عنه في هذا المقال الافتتاحي هو معاناة الاسرى، بل أسرى الحرية، من الاوضاع الصحية التي يعيشونها خاصة الاسرى المرضى الذين تمنع عنهم سلطات الاحتلال العلاج الطبي وهو ما يعتبر في العرف الدولي جريمة حرب من الدرجة الاولى، لأن العلاج هو حق من حقوق الاسرى في كل سجون العالم فما بالك بالنسبة لأسرى الحرية الفلسطينيين والعرب الذين تحاول دولة الاحتلال قتلهم ببطء دون ضمير أو انسانية فهو على كل الاحوال احتلال عديم الضمير والانسانية بل هو مجرد من كل ما هو انساني.

واليوم أمام عودة جائحة كورونا وانتشار سلالات جديدة من هذا الفيروس اللعين، فهناك مخاوف على أسرى الحرية خاصة وان دولة الاحتلال عندما ظهر هذا الفيروس قبل عام ونصف العام، تأخرت كثيراً في تقديم الطعومات اللازمة للأسرى الأمر الذي ادى الى ظهور هذا الوباء على عدد كبير منهم جراء اختلاطهم مع سجانيهم من جانب ومن الاسرى الذين تعتقلهم دولة الاحتلال وهم مصابون بهذا الفيروس، الامر الذي نقل هذا الوباء للأسرى وظهرت مخاوف من تفشيه بين صفوفهم.

وبسبب الحملة التي شنتها المؤسسات والمنظمات المعنية بشؤون الحركة الأسيرة وكذلك السلطة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والاسلامي، أرغمت دولة الاحتلال على تقديم الطعومات للأسرى ولكن بعد أكثر من سنة ونيف من بدء انتشار هذا الوباء.

واليوم هناك مخاوف على الحركة الأسيرة من السلالات الجديدة ومن تأخر ادارات السجون بتوجيهات من سلطات الاحتلال لتأخير تطعيم الأسرى ضد هذا الوباء، الأمر الذي يتطلب من كل الجهات المعنية القيام بأوسع حملة على كافة الأصعدة المحلية والعالمية للضغط على دولة الاحتلال من أجل تقديم الطعومات اللازمة والمضادة لهذا الوباء لأسرى الحرية الذين يعانون أوضاعاً سيئة للغاية من جميع جوانب الحياة الى جانب عمليات القمع التي تقوم بها وحدات القمع الاسرائيلية التابعة لإدارات السجون.

فالتحرك السريع من أجل انقاذ حياة الأسرى من هذا الوباء وهذه السلالات الجديدة هو واجب وطني واخلاقي وفرض عين.

أحدث أقدم