Adbox

 


وفا- تتفنن حكومة الاحتلال الإسرائيلي في سرقة الأرض الفلسطينية عبر ابتداعها قوانين غير شرعية، تظهر صورتها على أنها دولة "ديمقراطية" أمام العالم أجمع، لكنها في الحقيقة تسهل عمليات النهب والاستيلاء على أرضنا، تحت مسمى "محميات طبيعية".

خلال العام المنصرم، أعلنت إسرائيل تحويل نحو 11200 دونم كمحميات طبيعية في الضفة تمهيدًا للاستيلاء عليها، وفق احصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني صدرت لمناسبة يوم الأرض.

الاسبوع الفائت، أصدرت سلطات الاحتلال قرارا بالاستيلاء على 48 ألفا و700 دونم في قرية كيسان شرق بيت لحم، بذريعة أنها محميات طبيعية، علما أن عملية الاستيلاء تتم لصالح توسيع مستوطنة "آبي هناحل"، بحسب مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، وهو ما أكده مختصون فيما يتعلق بكافة أوامر الاستيلاء تحت هذه الذريعة.

وتوضح المعطيات المتوفرة لدى هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن الاحتلال قام ببناء 31 مستوطنة على أراض مصنفة على أنها محميات طبيعية، منذ العهدين العثماني والبريطاني.

مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في الهيئة حسن حلايقة، أكد أن مساحة الأراضي التي اعلن االاحتلال أعلن عنها كمحميات طبيعية في الضفة الغربية بلغت 353 كم، منها 308 في المناطق المصنفة "ج"، و45 كم المتبقية موزعة بين المناطق "أ"، و"ب".

واعتبر أن هذه المحميات جاءت لسد الفراغات الواقعة بين المناطق المغلقة عسكريًا، والمناطق التي تم اعلانها كأراضي دولة أو وضعت اسرائيل اليد عليها، والهدف منع المزارعين الفلسطينيين اصحاب الأرض من زراعة أراضيهم والوصول لها، ومحاصرة التجمعات الفلسطينية، في حين أن الاحتلال استغل جزءا من هذه "المحميات" لبناء مستعمرات اسرائيلية فوقها كمستعمرة "هار حوما" المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب شرق القدس، ومستوطنة "سنسانة" المقامة على أراضي جنوب الخليل، وتجمع مستوطنات وادي قانا وأعمال التوسعة فيها، رغم أن الاحتلال أعلن في وقت لاحق انها  "محميات طبيعية".

وأوضح أن الاحتلال أعلن العام الماضي عن 3 محميات طبيعية جديدة، بمساحة 11 ألف دونم، وهي: "محمية روتيم، ومسكيوت، ووادي سريستير"، فيما ألغى العام 2019 بشكل كلي أو جزئي قرارا بتصنيف ثماني محميات طبيعية شمال الضفة، بهدف توسيع المستوطنات والبناء عليها.

بدوره، قال مدير عام المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة عيسى عدوان: لدينا 20 محمية من أصل 51 (50 في الضفة، ومحمية في غزة)، يمكن الوصول لها وعمل دراسات مسحية وخطط إدارية عليها، في حين أن الاحتلال يسيطر على 31 محمية أخرى ويمنعنا من إجراء أي مسوحات عليها، بهدف تطويرها.

ولفت الى أن الاحتلال يسيطر على المناطق الزراعية الهامة للمواطنين، والتي تعد سلة غذاء لهم، ويحولها لاحقًا لمحميات طبيعية، ويمنع فيها الاستثمار والزراعة، كما جرى في تجمع مستوطنات "وادي قانا"، الذي يعد من أغنى مناطق الضفة الغربية بالأشجار والتنوع الحيوي والنباتي.

وأضاف: ما جرى قبل نحو عامين، عندما قام الاحتلال بإعلان جزء كبير من بعض المناطق في طوباس والأغوار كمحميات طبيعية، هدفه التوسع الاستعماري ومنع المواطنين من الوصول لهذه المناطق.

وقال عدوان: إننا أعضاء في الاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي، ونقوم بتوثيق كل الممارسات الاحتلالية في التقارير الوطنية، وحاليا نحن بصدد الانتهاء من إعداد التقرير الوطني السادس للتنوع البيولوجي، ووضعنا فيه كافة الانتهاكات الاسرائيلية.

من جهته، قال مدير السياحة الداخلية في وزارة السياحة أحمد نعيرات، إن المحميات الطبيعية تعتبر مقصدا سياحيا، وهي من أهم المقاصد التي تعمل الوزارة لتطويرها من خلال مسارات سياحية داخلية، ودعم الأنماط السياحية لزيادة عدد السياح المغتربين والمحليين، وأنجزنا كتابا تحت عنوان فلسطين لوحة فسيفسائية ملونة، بالتعاون مع موقع محميات، ويتحدث عن المسارات السياحية التي تسير في المحميات الطبيعية.

وأشار الى أن المحميات الطبيعية تشكل تنوعا حيويا هاما، والحفاظ عليها مهم جدا ويتضمن جانبا أخلاقيا ووطنيا، وهو جزء من صراعنا على الأرض والهوية مع المحتل.

أحدث أقدم